الرئيسية > اخبار وتقارير > صنعاء تعيش بين معركة السماء والأرض والإشاعات (تقرير)

صنعاء تعيش بين معركة السماء والأرض والإشاعات (تقرير)

صنعاء تعيش بين معركة السماء والأرض والإشاعات (تقرير)

في صنعاء، عاصمة كل اليمنيين بمختلف انتماءاتهم ومدنهم، يعيش السكان حالة من الهلع والخوف بفعل الضربات الجوية لطيران التحالف، بالتزامن مع تحركات للحوثيين على الأرض من خلال الاختطافات والاقتحامات لمنازل معارضيهم، والأخبار التي تتحدث عن قرب معركة تحرير صنعاء.

 

يشعر كل من محمد الريمي وجاره الحاج ناصر الشميري بالخوف مما قد يحدث في صنعاء خلال الأيام القادمة، فهم يرون ان صنعاء التي احتضنتهم لسنوات طويلة، لا يريدون ان تتحول إلى مدينة مدمرة.

 

الريمي، وهو احد ابناء محافظة ريمة، ويسكن في صنعاء منذ 15 عاما، يتحدث لـ"مندب برس" عن احوال الكثير من السكان، قائلاً "لم نعد نشعر بالراحة خصوصاً ان الطيران يقصف بشكل مروع، كما ان هناك ضحايا مدنيين".

 

ويضيف "ما عاد عرفنا كيف نعمل نسافر القرية ونترك اموالنا وبيوتنا، والا نجلس ونتحمل أي شيء قد يحدث".

 

اما الحاج ناصر الشميري، احد ابناء تعز، أبدى خشيته من ان تتحول صنعاء إلى ساحة لمعركة كبيرة بين قوات التحالف مدعومة بقوات يمنية والمقاومة، ضدي ميليشيات الحوثي وصالح.

 

يقول "حتى لو هربنا من صنعاء، فتعز كلها حرب وما فيش معانا مكان ثاني نهرب".

 

وتابع "كل اللي نتمناه انهم يوصلوا لحل سلمي يخارجوا البلاد من الوضع الصعب اللي نعيشه، كل يوم نموت الف مرة".

 

وفي صنعاء المدينة التي احتوت كل سكان اليمن، تعبث ميليشيا الحوثي وقوات صالح بأمن سكانها خصوصاً معارضيها، من خلال حملة اختطافات ومداهمات لمنازل طالت الكثير من الناشطين والحقوقيين واعضاء في حزب الإصلاح.

 

نزوح ضعيف
وعاد النزوح مجدداً من صنعاء، حيث شهدت عدداً من المناطق التي استهدفت من قبل قوات التحالف بالغارات، إلى عمليات نزوح داخلية إلى وسط العاصمة، واخرى إلى مدن مجاورة.

 

ورغم ما تروج له وسائل الإعلام من قرب عملية تحرير صنعاء، إلا ان صنعاء لم تشهد نزوحاً خلال الاسبوعين الماضيين كما شهدته من قبل اثر بدء عملية عاصفة الحزم.

 

وأرجع الكثير من السكان ضعف عملية النزوح من صنعاء، إلى عدة اسباب اهمها، منع من ينتمون للمناطق الشمالية من الدخول إلى مدن الجنوب، إضافة إلى الحرب الموجودة في تعز والقصف المستمر في صعدة والمناطق الحدودية.

 

كما ان وجود معظم مصادر رزق سكان صنعاء داخلها، جعل الكثير يتحاشون المغادرة، خوفاً من انقطاع رزقهم، وعدم تمكنهم من تحمل مسؤولياتهم تجاه أسرهم.

 

وسائل إعلام ترعب السكان
ساهمت وسائل إعلام وبعضها مواقع يمنية ووسائل الإتصال الاجتماعي "واتس، فيسبوك"، إلى زيادة الخوف لدى سكان صنعاء من خلال كمية كبيرة يومياً من الأخبار المتضاربة حول اخر التطورات.

 

ويتلقى الكثير من اليمنيون داخل البلاد الاخبار عبر "الواتس، وفيسبوك"، والمواقع الاخبارية بسبب انقطاع الكهرباء الذي يمنعهم من مشاهدة التلفاز، وهو ما ساهم في نشر اخبار مهولة بعضها صحيحة، ومعظمها لا تمت للواقع بصلة.

 

ويقول ردمان محمد لـ"مندب برس" إن الواتساب خصوصاً، اصبح مصدر معلومات لدى اليمنيين، لكن الكثير استغلوه بشكل بشع لنشر الشائعات على المواطنين.

 

وأضاف "الخوف والرعب الذي اجتاح سكان صنعاء، سببه الاشاعات، وكل يوم تأتي مئات الاخبار وكلها متضاربة فيما بينها، ما يجعل السكان في قلق وتوتر على مدار الساعة".

 

بينما رأى أمجد محمد أن الشائعات التي يتناقلها سكان صنعاء أصبحت اكثر مصدر للاخبار لكثير من المواقع الاخبارية اليمنية التي تساهم في تخويف الناس وارعابهم.

 

ويقول لـ"مندب برس"، تدخل مقيل قات وتجد كل شخص لديه خبر متضارب مع خبر الاخر، وكل شخص اقتنع بما لديه، بما يعني ان اليمنيين استخدموا وسائل الاتصال الاجتماعي والمواقع الاخبارية في موضعها السلبي التي تزيد من اثارة وتخويف الناس وجعلهم في وضع نفسي صعب، قد يكون له ما عليه.

 

خدمات طبية سيئة

في صنعاء لم تعد المستشفيات الحكومية تعلم بطاقتها العادية التي لم تكن تقدم الا القليل من الخدمات، بل تحولت إلى ما اشبه بعيادات متواجدة في الريف، لا يتوفر فيها الكثير من الخدمات الطبية ولا الاطباء.

 

يقول عبدالله مصلح لـ"مندب برس" انه دخل إلى مستشفى الكويت بصنعاء في قسم الطوارئ وجد فيه ثلاثة اطباء يمنيين، لم يستطيعوا حتى ان "يضربوا" مغذية لمريض".

 

ومثله اشتكي الصحافي يوسف عجلان من التعامل في المستشفيات الخاصة، حيث يقول انها اصبحت خالية ولم يعد هناك أي اهتمام للمرضى.

 

ويضيفون "في حال حدثت حرب، كيف سيتم علاج المرضى او الجرحى والمصابين، ستحل كارثة كبيرة لا يحمد عقباها".

 

بريق أمل
وبين الخوف والرعب، ينبت من بين سكان صنعاء، من يشعر ان معركة صنعاء لن تستمر طويلاً وربما لن يحدث شيء.

 

أحمد الملحاني، احد سكان صنعاء يقول لـ"مندب برس" أنه يرى ان الحكمة ستتغلب على الكل، وان الحوثيين وقوات صالح لن تغامر في معركة كبيرة، كونهم سيكونوا اكثر المتضررين لوجود اسرهم ومنازلهم واموالهم بداخل العاصمة.

 

ويضيف "ما يحدث في تعز وحدث في عدن مختلف عن صنعاء، فهناك ذهبوا إليها مقاتلين، اما في صنعاء فهم من سكانها واهلهم بداخلها، وليس من الجنون ان يقيموا معركة يخسرون فيها كل شيء".

 

الملحاني شاركه الدكتور محمد السليماني،"طبيب"، حيث يتحدث ان ما يحدث من الان هي حرب اعلامية اكثر من انها قد تحدث على الارض، وهدفها اضعاف قوة صالح والحوثي اعلامياً وعسكرياً بالضربات.

 

واضاف "قد تحدث مواجهات محدودة في اطراف صنعاء، وتنتهي سريعاً، كما حدث يوم سقوط صنعاء ايضاً".

 

ولا يخشى سكان صنعاء الا من ان تتحول المدينة إلى ساحة للمعركة، الأمر الذي سيجعل كل منزل فيها معرض للقصف من السماء او من الأرض، ما قد يحدث كارثة كبيرة في مختلف نواحي الحياة، خصوصاً وان من يسكنها يتجاوزون الـ3 مليون نسمة.

 

 

شريط الأخبار