تستعد قوات قطرية وسودانية للالتحاق بجبهة مأرب حيث تدور اشتباكات عنيفة ومحورية مع المتمردين الحوثيين، وتتجمع قوات إماراتية وسعودية في انتظار بدء معركة صنعاء التي سيخوضها التحالف العربي والمقاومة اليمنية.
وقالت مصادر أمس إن قطر أرسلت نحو ألف من جنودها إلى اليمن تدعمهم 200 عربة مدرعة و30 طائرة هليكوبتر من طراز أباتشي. ويشارك طيارون قطريون في غارات جوية يقودها التحالف العربي منذ شهور ضد المتمردين الحوثيين.
وبالتوازي، ذكرت مصادر في الخرطوم أن ستة آلاف جندي من قوات الصاعقة السودانية تستعد للسفر إلى اليمن للانضمام إلى قوات التحالف، مشيرة إلى أن سفينة حربية كبيرة رست أمس في ميناء بورتسودان السوداني على البحر الأحمر لنقل هؤلاء الجنود.
وتأتي مشاركة الجنود السودانيين استجابة لطلب تقدم به الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى نظيره السوداني عمر البشير خلال زيارته الأخيرة إلى الخرطوم.
وقد أكد الرئيس السوداني عمر البشير في تصريحات صحفية عقب المباحثات التي عقدها معه الرئيس اليمني، بحضور وزير الدفاع السوداني، استعداد حكومته لدعم اليمن في شتى المجالات.
وجاءت التعزيزات القطرية السودانية بعد إعلان السعودية عن إرسال قوات من النخبة إلى محافظة مأرب، وذلك بعد أيام من تفجير منطقة صافر الذي أودى بحياة 60 جنديا من قوات التحالف العربي.
ووصلت القوة السعودية عبر منفذ الوديعة إلى منطقة صافر الواقعة على نحو 90 كلم من مدينة مأرب.
وقال خبراء عسكريون إن التفجير لم يغير من استراتيجية التحالف، وإنما دفع القادة إلى تسريع وتيرة الاستعدادات لحسم معركة صنعاء وإنهاء سيطرة الحوثيين عليها.
ولفتوا إلى أن وجود الآلاف من قوات التحالف سيزيد من حجم الضغوط المسلطة على المتمردين وقوات حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأنه يكشف جدية الدول العربية المشاركة في إنهاء الأزمة سريعا.
ويتوقع أن يجد التحالف صعوبة في حسم المعركة في وقت قياسي، خاصة مثلما أشار المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري من أن معظم الذخائر التي يمتلكها الحوثيون يتم تخزينها في مناطق سكنية.
ويرّجح الخبراء أن تقود الضغوط العسكرية في نهاية المطاف إلى أمرين، أولهما رضوخ الحوثيين وميليشيا صالح للشرعية، أو القضاء عليهما.
وقالوا إن الوصول إلى هذه المرحلة مسألة وقت فقط، خاصة مع بدء التحضيرات العسكرية لمعركة تحرير صنعاء، ومع ما تحرزه المقاومة الشعبية والجيش الوطني من تقدم ميداني.
وأعلن العميد عسيري، نقل تركيز عمليات قوات التحالف العسكرية من عدن إلى مدينتي تعز ومأرب، وهو مؤشر على أن التحالف يخطط لمحاصرة المتمردين وقطع الطريق أمام أي مناورات عسكرية منهم، فضلا عن قطع الإمدادات عنهم.
وواضح أن التحالف يتجه إلى تحريك جبهة تعز لتضييق الخناق على الحوثيين ومنعهم من الحصول على أي دعم، وأن ذلك قد يرجئ معركة صنعاء لفترة، خاصة أن تعز يمكن أن تكون مدخلا ثانيا للهجوم على العاصمة صنعاء بالتوازي مع هجوم ينطلق من مأرب.