بات المستشفى الوحيد العامل في مدينة تعز مهدداً بالإغلاق جراء النقص الحاد في المستلزمات الطبية والإعتداءات التي تمارسها مليشيا الحوثي على الطواقم والمؤسسات الطبية .
وخلال السنوات الماضية كان مشفى الروضة يعمل بكل طاقته لإستقبال ضحايا القصف الذي تشنه قوات صالح خلال انطلاقة الإنتفاضة الشعبية في العام 2011م ، قبل ان يتحالف مع الحوثي ويجدد مهاجمته للمدينة مطلع العام الحاري.
وقال الدكتور عباس القباطي لمندب برس ان المستشفى يعمل حالياً بأربعة أضعاف طاقته الإستيعابية ، خاصة مع ارتفاع المصابين بحمى الضنك والتي تقول احصائيات ان أكثر من 13 ألف مصاب يحتاجون للرعاية الصحية المستمرة .
وأوضح القباطي أن مستشفى الروضة مهدد بالإغلاق بسبب الإستهداف الممهنج الذي تمارسه قوات صالح والحوثي بحق طواقمه ، بالإضافة الى مصادرتهم المستلزمات الطبية الضرورية كأدوية ومستلزمات مرض السكري وعلاجات حمى الضنك التي تحتاج لمراقبة شديدة .
ويعمل المستشفى بشكل مستمر للتقليل من المصابين بحمى الضنك ، يشير القباطي الى أنه يتم يومياً نقل مشتقات الدم (صفائح دموية ) لـ50 حالة مصابة بحمى الضنك ، مع إغلاق بنك الدم بالمدينة وتجاوبه الضئيل مع استغاثات المشفى، بالإضافة الى إستقبال ما يقارب 500 حالة لتلقي التحاليل الطبية .
ونوه الى أن النقاط المنتشرة حول مداخل المدينة لقوات الحوثي وصالح تصادر الأدوية و المستلزمات الطبية الأساسية ومن الصعوبة الإستمرار في عدم توفرها مع الضغط الهائل للمرضى والمصابين نتيجة الأحداث .
وأكد ان صيدلية المشفى بحاجة شديدة الى محاليل سكرية وملحية و مضادات الحيوية وغيرها من الادوية الأساسية لأي معالجة طبية بالاضافة الى الحاجة الملحة لإسطوانات الأكسجين ومختلف الأدوية والمستلزمات .
وشوهد احد المصابين المدنيين بطلقة نارية في صدره وهو يتلقى العلاج في احدى صالات المشفى ، كما تبين الصورة بسبب عدم قدرة المشفى على استيعاب كافة الحالات التي تصل اليه جراء القصف العشوائي للحوثي وصالح
مصاب في صالات المشفى الخارجية
تعز بلا مستشفيات
تعاني مدينة تعز وضعا صحيا متدهورا ، بعد أن تعرضت أبرز مستشفياتها وأكبرها للتدمير ، في ظل حصار مطبق تفرضها قوات صالح المتمركزة على مداخل المدينة على الطواقم الطبية .
وأغلقت مشافي الثورة والجمهوري الحكوميان ، حيث تعرض مشفى الثورة للقصف أكثر من سبع مرات ومستشفى اليمن الدولي التابع لمجموعة هائل سعيد الخاصة أبوابه بعد نشر المليشيات الحوثية وقوات صالح عدد من الدبابات والاليات العسكرية على مقربة منه .
وتعرض المركز الوطني للسرطان في مدينة تعز الى تدمير قوات الحوثيين الأمر الذي جعل اكثر من 9 الآف مصاب بالسرطان لا يجدون الرعاية والإهتمام الصحي اللازم .
*التدفق المستمر للموت
انسحاب المنظمات الدولية
أعلن الهلال الأحمر، امس الجمعة، أنه قرر وقف جميع نشاطاته في مدينة تعز بسبب ما وصفه في بيان صادر عنه بـ "الوضع الكارثي" في المدينة.
وقالت المنظمة إن "الأطقم الطبية تتعرض لهجمات متواصلة من قبل الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري."
كما أكدت منظمة الصحة العالمية انهيار النظام الصحي في مدينة تعز، مشيرة إلى تضرر المرافق الصحية فيها، وتعطل نصفها، ونفاد الإمدادات الطبية.
وتوقعت المنظمة - في تقرير لها - تدهور الأوضاع الصحية في تعز خلال الشهر المقبل وازدياد معاناة النازحين والمجتمعات المضيفة بسبب استمرار الأزمة والاحتياجات المتزايدة.
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعة، عن قلقها إزاء تصاعد وتيرة المواجهات في مدينة تعز اليمن ية، بعد القصف العشوائي لمناطق يسكنها مدنيون وتدمير البنية التحتية الأساسية.
وقال رئيس مكتب اللجنة في المدينة، أوليفيه تشاسوت: «ندعو كل الأطراف المتناحرة في تعز للسماح بالمرور الآمن لسيارات الإسعاف والموظفين الصحيين، وأن يتمكنوا من إنقاذ الأرواح وتقديم الخدمات العاجلة».