نلاحظ منذ أيام تسابق كبير ومواجهات مستمرة ومعارك طاحنة وهجمات متواصلة من قبل مليشيا صالح والحوثي بكل ما أوتيت من قوة منذ أسبوعين للسيطرة على جبل بعدان شرق مدينة إب وفي الجهة المقابلة في الغرب على جبهة الربادي.
استخدم الدبابات والمدافع وصواريخ الكاتيوشا والمضادات والهاونات بكل أنواعها.أحرق الشوارع والمزارع،دمر القرى والعزل وهجر الأفراد والأسر محاولا ولم يزل، ودون خوف أو وجل، أن يسبق فيهم الأجل.
ومع ذلك لم يحصد غير الفشل.ومازال يحاول بشكل هستيري وبمختلف الخطط والوسائل والأساليب وجندوا العملاء والخونة والمرتزقة من داخل المنطقة وخارجها وبمشاركة ومباركة من قيادات التسلط المحلي ورغم كل ذلك ومعه فقد فشلوا وخسروا وخابوا في مجرد التقدم والوصول فضلا عن السيطرة على أي من بعدان أو الربادي.
فلماذا إذا هذه الاستماتة في مقابل الاستبسال من أهالي المنطقتين؟
الاجابة ببساطة لأنه لو تمت السيطرة على جبلي بعدان
والتعكر فبالتالي تمت السيطرة على ثلثي المحافظة بما فيها عاصمتها مدينة إب.
كيف ؟!
عند السيطرة على جبل بعدان فإنه يمتد شمالا حتى مدينة كتاب وبإطلالته عليها وعلى مشارف يريم القريبة منها فإنه يتحكم بالمنفذ الشمالي للمحافظة والمؤدي إلى ذمار ومنها إلى صنعاء مع أجزاء من مديرية المخادر.
أما شرقا يرتبط بعدان بسلسلة جبال منها الشعر والعود المطلة على النادرة والسدة وبالتالي يتحكم بطرق عدة تربط المحافظة بجارتها الضالع عبر دمت ومحافظة البيضاء عبر الرضمة المجاورة لقيفة رداع.
ويمتد جنوبا حتى حدود قعطبة مدخل مركز محافظة الضالع وكذا اطلالته على مديرية السبرة من الجنوب مع أجزاء من مديرية ريف إب ومعسكر الحمزة مقر قيادة اللواء ?? مدرع وصولا لأجزاء من مديرية السياني وجبلة في الجنوب الغربي.
ومن الغرب فإن بعدان يطل على أجزاء من مديرية المخادر وريف إب وخصوصا وادي السحول وما جاوره من أودية كوادي الجنات وغيره.
كل ذلك إلى جانب إطلالة بعدان على مدينة إب وبالتالي سيطرته وتحكمه بمركز المحافظة وما تحويه من مؤسسات ومراكز ومقار حكومية في نطاق مديريتي المشنة والظهار.
إذا فبعدان يرتبط ويسيطر على كل أو جزء من مديريات
بعدان
المشنة
الظهار
ريف إب
والسبرة
والمخادر
والشعر
وقعطبة
وأجزاء من مديريات
السدة
والنادرة
ويريم
والسياني
وجبلة.
ولتلك الأهمية فقد اعتمد عليه اليمنيون قديما في بسط السيطرة على أجزاء واسعة من محافظة إب وشيدوا في إحدى قممه حصن حب المنيع ومنه سيطروا عسكريا واقتصاديا.
وفي مقابل بعدان يأتي الجناح الأخر للواء الأخضر حيث جبل التعكر القابع غرب المحافظة والذي يشرف على مديريات جبلة من الشمال والشرق وصولا إلى أجزاء من مديرية ريف إب وغربا حيث المنفذ الغربي للمحافظة الجارة الحديدة وذلك عبر مديريات العدين وأجزاء من مذيخرة وذي السفال في الجنوب والجنوب الغربي وبالتالي مدخل المحافظة من إتجاه محافظة تعز.
وأجزاء من السياني جنوبا والجنوب الشرقي .
وبالتالي فإن المديريات التي يسيطر عليها ويتحكم بها:
جبلة
والسياني
وذي السفال
والعدين
ومذيخرة
وصولا لأطراف مديريات ريف إب مركز المدينة بمديريتي المشنة والظهار.
وقد استفاد اليمنيون القدماء كذلك من موقع التعكر وشيدوا في اعلى قمته حصنا يضاهي تؤامه حب في بعدان في الأهمية والسيطرة العسكرية والاقتصادية.
كل ذلك يوضح تحكم الجناحين ( بعدان والتعكر ) الكلي بخطوط الامدادات
بين إب والحديدة
وبين إب وتعز.
وبين إب وذمار.
وبين إب والضالع.
وهنا تكمن الأهمية الاستراتيجية للجبلين ومن هنا نعرف سبب المحاولات الجنونية في السيطرة عليهما واشتداد المعارك فيهما كما نرى ونشاهد في نقيل بعدان شرقا والربادي غربا.
ولنتخيل معا لو تمت السيطرة عليهما كيف سيستخدمهما المجرمون من عصابات المخلوع والحوثي ومدى القتل والدمار والتشنيع الذي سينفذانه لكل ما يحيط بهما.
ولذا فإن المقاومة تعرف ذلك وتحرص على التصدي له بكل ما أوتيت ومهما كان الثمن.