الرئيسية > اخبار وتقارير > موسم ازدهار السلاح في تعز "تقرير"

موسم ازدهار السلاح في تعز "تقرير"

موسم ازدهار السلاح في تعز "تقرير"

تشهد محافظة تعز المعروفة بعمقها المدني بين المحافظات اليمنية ، ازدهاراً واسعاً في تجارة الأسلحة مع انخفاض اسعار بيعها في الأسواق نتيجة ظروف المعارك والتسليح المكثف الذي شهدته المدينة في الأشهر الماضية .

تداعيات

تسبب الرئيس السابق علي صالح والحوثيين في انتشار وازدهار اسواق السلاح باليمن عموماً وتعز ،ابتداءا من حروب صعدة الست التي اندلعت بين الطرفين عام 2004، والمواجهات العسكرية خلال عام 2011 أثناء الثورة الشعبية ، بالأضافة الى المعارك التي دشنها تحالف الطرفين في العام 2014م ووصلت المواجهات الى تعز وعدن .

وبالرغم من أن اليمنيين يتفاخرون بإنتشار السلاح في المجتمع القبلي وفي عدة مديريات محاطة بتعز ، إلا ان تعز كانت تُعرف بمدينة الثقافة ، حيث يقل فيها المسلحون و نسبة الحوادث الناتجة عن حمل السلاح فيها وخاصة المدينة ، مقارنة مع عدد سكانها الكبير .

ويرى الصحفي صلاح البركاني ان هجوم قوات الحوثيين والرئيس السابق على مدينة تعز سبب ازدهار تجارة السلاح وانتشاره ، بالإضافة الى تقدم القوات الموالية للحكومة اليمنية في معاركها ضد الحوثيين والتي عادة ما تكسب أسلحة متنوعة ويلجأ بعضهم لبيعها بالسوق .

ويضيف البركاني ان أسلحة الحوثيين اغرقت السوق بعد استيلائهم على مقدرات الجيش اليمني وقيامهم بتسليح انصارهم ، لكنه يشير الى ان أغلب الفارين من المعارك بعد الهزائم التي تلقونها بالمحافظات الجنوبية وتعز يضطرون لبيع اسلحة الكلاشينكوف بنصف السعر في اسواق المحافظة .

وحسب احصائيات يمنية رسمية كانت اليمن تمتلك قبل اقتحام الحوثيين لألوية الجيش ، حوالي  15 مليون قطعة من السلاح الخفيف ، غير ان تقديرات دولية ترى نحو خمسين مليون قطعة سلاح توجد باليمن، في وقت أضحت ساحة صراع اقليمية ودولية ، ونتيجة للأحداث التي شهدتها اليمن يتوقع ان الرقم ارتفع الى ثلاثة اضعاف العدد .

سوق مفتوح

تنتشر اسواق متخصصة لبيع السلاح في المحافظة "ماوية" و"شرعب" و"جبل حبشي" ، ومحلات سرية في المدينة القديمة ـ لكنها لم تكن حتى وقت قريب شبيهة بالأسواق اليمنية الكبيرة ، مثل سوق " الطلح" بصعدة وسوق "جحانة" شرق العاصمة صنعاء .

زرنا احد مراكز بيع السلاح  في المدينة ،  قال انه يتوفر لديه كل  معدات الأسلحة " مدافع وقذائف دبابات ورشاشات ومضادات طيران " بالإضافة الى الأسلحة الخفيفة من مسدس وكلاشينكوف " ، اغلقت محلات الأغذية ومستلزمات المنازل المجاورة له ابوابها ، وبقي دكانه مزدهراً ، كما تقعل الحروب دائماً .

أشار في حديثه ل"مندب برس" الى أن الأسلحة الخفيفة كانت تباع في المدينة بطريقة سرية ، الأ ان الأحداث الأخيرة دفعت بها الى العلن ، مع تحول المدينة في المناطق الخاضعة لسيطرة طرفي الصراع الى مهرجان يعج بإستعراض مختلف انواع الاسلحة .

وقام التحالف العربي بإنزال كميات من الأسلحة دعماً للمقاومة الشعبية ، الا ان مسؤول بالمقاومة الشعبية ، اوضح انه الإنزالات محدودة وتم توزيعها للمقاتلين وهي محفوظة ولم تخرج للسوق ، بل بالعكس يتم شراء كميات كبيرة لتغطية الحاجة الكبيرة للسلاح في صفوفهم ، حسب قوله .

وأردف في حديثه لمندب برس " المقاومة في تعز ليس لديها معسكرات تقاتل بها كما هو لدى الحوثي وقوات صالح ، ولدى المحافظات مثل الجوف ومأرب  ومحافظات جنوبية والتي انضمت  اليها  الوية ومناطق عسكرية،  وانما تشتري ما تحتاجه من ضباط في معسكرات الحوثي وصالح ".

آثار

وانت تمشي في الشوارع ترى جميع الناس يحملون أسلحتهم المعلقة على اكتافهم ، وعلى وسطهم أحزمة تحمل مخازن الذخيرة ، في مشهد يجسد حجم المعركة التي تشهدها المحافظة .

وتسبب انتشار السلاح في اليمن اجمالاً بمقتل الآلاف خلال سنوات مضت ، فيما قتل اكثر من 1000 شخص منذ اندلاع المعارك في تعز وحدها بين المقاومة الشعبية والحوثيين في مارس من العام الجاري .

الناس هنا يقولون انهم يدافعون عن مدينتهم ضد مليشيا مزودة بأسلحة ومعدات دولة ذات قدرة تدميرية هائلة ، ولذا حملوا اسلحتهم للدفاع عن أنفسهم ، حيث يقول ايمن الشرعبي حينما سألناه عن التداعيات المستقبلية" هي الآن في سبيل استعادة الدولة والأمن والعدالة " وحينما تعود الدولة سيعود الناس تدريجيا الى منازلهم" يضيف.

ويخشى البعض من أن تتحول هذه الأسلحة المنتشرة في اليمن ، وتعز على وجه الخصوص الى عائق كبير امام ممارسة الحكومات المقبلة لأدوارها في التنمية والعدالة والتطور ، وأن تغيب حقائب الثقافة طويلاً في مدينة اطلق عليها عاصمة الثقافة ، مقابل الحضور الطاغي للأسلحة .

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)