الرئيسية > اخبار وتقارير > ?مؤتمر «انقاذ اليمن» يتجاهل مقترح المبعوث الأممي لعقد حوار يمني في جنيف بحضور الحوثيين 

?مؤتمر «انقاذ اليمن» يتجاهل مقترح المبعوث الأممي لعقد حوار يمني في جنيف بحضور الحوثيين 

?مؤتمر «انقاذ اليمن» يتجاهل مقترح المبعوث الأممي لعقد حوار يمني في جنيف بحضور الحوثيين 

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض أمس اعمال مؤتمر انقاذ اليمن الذي من المقرر ان يتفق فيه نحو 250 سياسيا يمنيا يمثلون مختلف الاحزاب والتيارات والقوى السياسية والقبلية بمن فيهم قياديون في حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، على وثائق تحدد المستقبل السياسي لليمن وفق مشروع دستور كان قد اعد في مراحل سابقة من حوار وطني جرى في اليمن خلال سنوات ثلاث قبل ان يسيطر الحوثيون على صنعاء وينقلبون على الحكم الشرعي فيه .
وبدأ مؤتمر انقاذ اليمن، الذي يعقد تحت رعاية الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وباشراف وتنظيم سعودي كامل، وبرئاسة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بجلسة افتتاحية «مهرجانية « حضرها نائبه الدكتور خالد بحاح والامين العام لمجلس التعاون الخليجي والامين المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي ومبعوث الامم المتحدة الجديد لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد وممثل للدول الراعية للمبادرة الخليجية السفير البريطاني في الرياض وممثلون وسفراء لدول الخليج العربية ودبلوماسيون عرب واجانب .
وطغى في اليوم الاول لأعمال المؤتمر موضوع تمديد الهدنة الانسانية في اليمن على المناقشات المحدودة التي جرت في جلسة العمل الاولى، وطالب البعض باستمرار الهدنة لمدة خمسة ايام اخرى كما اقترح المبعوث الاممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ في كلمته بافتتاح اعمال المؤتمر، ولكن البعض الآخر اتهم الحوثيين وانصار علي صالح باستغلال هذه الهدنة ليس عسكريا فقط بل ايضا في الاستيلاء على المساعدات الانسانية التي ارسلتها منظمات الاغاثة الدولية الى صنعاء وميناء الحديدة .
ويبدو انه سيكون هناك تمديد للهدنة ولكن كان الجميع ينتظر رأي السعودية التي تقود تحالف انقاذ اليمن، واشار الى ذلك نائب الرئيس اليمني الدكتور خالد بحاح في تصريح للصحافيين  عقب انتهاء جلسة العمل الاولى ان تمديد الهدنة يعتمد على الواقع على الارض .
ولوحظ ان العديد من ممثلي قوى الجنوب اليمني الداعية للانفصال عن شمال اليمن لاسيما جماعة الحراك الجنوبي  تشارك في اعمال المؤتمر وجاءت تطرح موقفها مستندة الى ان معظم الذين يقاتلون الحوثيين وقوات علي صالح هم من ميليشيات المقاومة الشعبية المنادية بالانفصال، وهذا الامر جعل الرئيس اليمني هادي يركز على وضع الجنوب اليمني لاسيما مدينة عدن مشيرا الى ان اليمن الجديد سيكون اتحاديا.
ويشارك في المؤتمر ممثلون عن حزب التجمع من أجل الاصلاح (الإخوان المسلمين) وفي حين غاب الحوثيون كما هو معروف عن المؤتمر شاركت فيه قيادات من حزب المؤتمر انشقت عن رئيسه علي عبدالله صالح وسيعتبر هؤلاء ممثلين لهذا الحزب الذي حكم اليمن لأكثر من 25 عاما، وأولهم أحمد عبيد بن دغر النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام الذي صرح بأن استمرار الرئيس السابق علي عبدالله صالح رئيساً للمؤتمر لم يعد مناسبا انطلاقاً من المصلحة الوطنية العليا وحفاظاً على المؤتمر ككيان سياسي وعلى وحدته التنظيمية .. موضحًا أن فكرة عزله تمت مناقشتها في الهيئات التنظيمية للمؤتمر مرات عديدة، وهو الأمر الذي يتطلب بالضرورة الدعوة إلى عقد المؤتمر العام للمؤتمر الشعبي العام وانتخاب قيادة جديدة، وذلك عندما تتهيأ الظروف المناسبة لعقده. وجاء هذا التصريح بعد اجتماعات عقدها قادة كبار من حزب المؤتمر من بينهم الدكتور عبد الكريم الارياني النائب الثاني لرئيس حزب المؤتمر .
ويسعى هؤلاء للمشاركة الفعالة في اعمال المؤتمر من اجل ان يكون لحزبهم حصة كبيرة في مستقبل اليمن السياسي، وأعلن رئيس الهيئة الاستشارية للمؤتمر عبد العزيز جباري  أن المؤتمر يرتكز على المبادرة الخليجية، وأن الهدف من انعقاده «ليس فقط إسقاط الانقلاب بل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني». واعتبر أن أي حلول سياسية في اليمن يجب أن تنطلق من قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي صدر تحت الفصل السابع، والمطالب بانسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء وكافة المدن، وتسليم مؤسسات الدولة للحكومة الشرعية، وتسليم الحوثيين للسلاح المنهوب من معسكرات الدولة. كما طالب جباري المجتمع الدولي باحترام قراراته والعمل على تنفيذ كل ما يصدر عن مؤتمر الرياض.
ولكن السؤال الذي طرحه أحد الحضور هو الأهم وهو البحث في كيفية تنفيذ قرارات اعادة اليمن الى وضعه الطبيعي على الارض في ظل سيطرة قوات الحوثيين وصالح على معظم مناطق اليمن . ومن جهته، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني إن من أهم أهداف المؤتمر الحفاظ على اليمن واستقراره من خلال احترام الشرعية الدستورية، والخروج بهذا البلد من المأزق إلى بر الأمان، واستئناف العملية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وألا يصبح اليمن وكرا للتنظيمات «الإرهابية».
واتهم الأمين العام لمجلس التعاون ما سماها «قوى الشر» في اشارة لايران بالعبث بأمن اليمن واتخاذه منطلقا لتهديد الدول المجاورة وعلى الأخص السعودية، مضيفا أن التحالف العربي الإسلامي بقيادة الرياض حقق نجاحا كبيرا في وقف زحف مسلحي جماعة الحوثي وتدمير ترسانتهم العسكرية بما فيها الصواريخ البالستية، وأنه نجح في تطويقهم برا وجوا وبحرا لمنع تسليحهم.
أما كلمة الدول الـ14 الداعمة للمرحة الانتقالية ، فألقاها السفير البريطاني لدى اليمن أدموند فيتون، حيث قال إن تلك الدول ترفض بشدة استخدام العنف وكافة الأعمال الأحادية التي تقوض العملية السياسية، وإنها ترحب باستجابة السعودية لنداء الأمم المتحدة لإغاثة اليمن ووقف إطلاق النار، وتدعو جميع الأطراف لاحترام هذه الهدنة الإنسانية والعمل على تمديدها.
ومن ناحيته، قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية في كلمته إن الجامعة تشيد بجهود السعودية في الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره، وإنها تدعم بشكل كامل العمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف في اليمن. واتهم أحمد بن حلي «الانقلابيين الحوثيين» بالسعي إلى تفكيك البلاد.
أما المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد، فقال إن الأمم المتحدة تقر بأن دول مجلس التعاون لها دور محوري في حل الأزمة اليمنية. كما ناشد أطراف الأزمة بتيسير وصول المساعدات إلى المحتاجين، معتبرا أنه ليس هناك حل للأزمة دون مفاوضات شاملة لا تقصي أحدا.
وقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في كلمة الافتتاح إن انطلاق المؤتمر في هذه اللحظة التاريخية يكتسب أهمية كبيرة، معتبرا أن المؤتمر لكل أبناء الشعب اليمني بمختلف مكوناته وأطيافه، كما اتهم جماعة الحوثي بقتل المدنيين ومصادرة حقوق اليمنيين.
وأضاف الرئيس هادي مخاطبا الشعب اليمني «ستنتصر بلادنا وسيعود وطننا وستنتصر مدنية عدن وتاريخ صنعاء».

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)