الرئيسية > اخبار وتقارير > المليشيا تقتل الحاضر وتبيد المستقبل في إب: التجنيد الإجباري للأطفال من قبل المليشيا ينذر بكارثة سكانية

المليشيا تقتل الحاضر وتبيد المستقبل في إب: التجنيد الإجباري للأطفال من قبل المليشيا ينذر بكارثة سكانية

المليشيا تقتل الحاضر وتبيد المستقبل في إب: التجنيد الإجباري للأطفال من قبل المليشيا ينذر بكارثة سكانية

استغلت مليشيا الحوثي وحلفيها صالح الوضع الإقتصادي المتردي كأحد نتائج سيطرتها على مقاليد الحكم وتحكمها بمفاصل الدولة بعد انقلابها على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي منتصف العام الماضي ????م.

حيث قامت تلك المليشيا باستغلال التدهور الاقتصادي الذي أنتجته في تجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات الموت دون خبرة أو دراية بما يمضون إليه وكل ما يعرفونه أنهم سينالون وظيفة تدر عليهم بالمال ليسدوا به رمقهم ويسددوا ولو جزء من متطلبات حياتهم.

منظمات حقوقية محلية ودولية سجلت العديد من المخالفات التي ارتكبتها المليشيات في تجنيدها لأطفال مستغلة احتياجاتهم من الغذاء واللباس ، وحذرت تلك المنظمات منها هيومن رايتس ووتش في تقاريرها من هذا التوجه الخطير.

محللون ومختصون في الدراسات الديموجرافية أكدوا أن تلك الاجراءات تعد انتهاكات صارخة لحق الطفولة وتعد سافر عليها. وأن ذلك ينذر بكارثة قادمة تتمثل ببعدين:

الأول الاستغلال لاحتياجاتهم وارسالهم للحتف.
والثاني القضاء على مستقبل اليمن الذي يمثله أولئك الأطفال شباب المستقبل وعماد الوطن وبانهاء شريحة هامة مثلهم عبر الحروب المتواصلة التي تشنها المليشيات في مختلف الانحاء كمشروع رئيسي قامت عليه.


محللون قالوا أن ذلك يعكس بشكل واضح ما تعانيه المليشيات من مشاكل متعددة نتيجة ازدياد جبهات القتال التي فتحت عليها بشكل لم تعتاده من قبل ، خصوصا وأنها انتهجت سياسة فتح جبهة واحدة فقط وتركيز كل جهودها في تلك الجبهة ، أو الحرب في مدينة ما وترك بقية المدن .

ومن أبرز اشكاليتها الحالية تزايد الخسائر البشرية الكبيرة التي منيت بها خصوصا في تعز وعدن ومأرب ، الأمر الذي جعلها تلجأ لتجنيد اجباري لأطفال وشباب بعدد من مناطق الشمال.

محافظة إب التي تحكم المليشيا قبضتها الأمنية عليها كان لها نصيب وافر من تلك الانتهاكات كونها ثاني أكبر محافظة من حيث عدد السكان حتى أن المخلوع سماها المخزن البشري في أحد خطاباته.


????تجنيد اجباري

نظرا لتوسع وتعدد الجبهات والمعارك التي تخوضها لجأت مليشيات صالح والحوثي بمحافظة إب مؤخرا لإجبار عدد من شباب وأطفال المحافظة على الالتحاق بها عبر تجنيدهم بمعسكرات تابعة لها وبصورة سريعة وميتعجلة والزج بهم في معاركها بجبهات القتال بعدد من المناطق على طول البلاد وعرضها.
مصادر محلية متطابقة بالمحافظة أكدت اجبار المليشيا لعدد من شباب وأطفال المحافظة على التجنيد عبر شبكة من المتنفذين بمديريات المحافظة ممن انخرطوا مؤخرا في صفوف المليشيا.

 



المصادر تحدثت عن وجود مشاكل عديدة يواجهها الحوثيون بضمهم شباب وأطفال لجبهات القتال أبرزها عدم الرغبة والقناعة الكاملة لدى من تزج بهم في المعارك الدائرة خصوصا بمحافظة تعز المجاورة وعدد من المحافظات الجنوبية وهو الأمر الذي وسع دائرة الخلاف بين قادتها بالمحافظة.
المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها أفادت بأن المليشيا تتكبد خسائر كبيرة في عدن وتعز وشبوة بصورة لم تكن تتوقعها ، الأمر الذي دفعها للبحث عن بدائل من محافظات عدة خصوصا عمران وصنعاء وإب.
وأشارت المصادر أنه ولقوة احكام القبضة المليشاوية على المحافظة والتي تعتبرها من أهم المحافظات والتي لم تكن تتوقع أن تتحرك فيها وتحكم قبضتها بتلك السهولة لولا حجم التعاون والتسهيل الكبير الذي لاقته من قبل أنصار صالح والذين كان لهم الدور الأبرز والتأثير الكبير بإسقاط المحافظة بأيدي المليشيات منتصف أكتوبر من العام الماضي.


????تسليم قرار المحافظة لقادة المليشيات.

وأضافت المصادر المقربة من المليشيا والمطلعة على أدق التفاصيل أن القرار في المحافظة كان في بداية الأمر تشاركي مع من استقبلوهم من قيادات حزب صالح في المحافظة والقيادات الحووثية التي جاءت من صعدة، لكن المليشيا الحوثية حين تمكنت من الأمور سحبت البساط من تحت حلفاءهم من أتباع صالح.
المصادر أكدت عبد الغني المتوكل المكنى بأبو محمد الطاووس المشرف العام على المحافظة هو الحاكم الفعلي، وهو الآمر والناهي وسط غياب تام للسلطات المحلية والأجهزة الأمنية والإستخبارات العسكرية والتي صارت تعمل وفق توجيهاته خصوصا بعد أن تم تغيير قيادات تلك الأجهزة بأشخاص موالين وتابعين للمليشيا بل ومن الهاشميين الذين استغلتهم المليشيا في تنفيذ مشروعها العنصري .


????خطف أطفال من المديريات وتجنيدهم بالقوة

مصادر محلية بمديرية المخادر شمال عاصمة المحافظة أكدت الزام نافذين لعدد من أبناء المديرية للإنخراط في جبهات القتال مع مليشيات الحوثي وتهديد ذويهم بالإختطافات وتفجير بيوتهم كما فعلت قبل أسبوعين بتفجير منازل خصومها في عدد من قرى المديرية كان آخرها منزل الشيخ محسن الحماطي، كل ذلك ولد حالة من الخوف لدى عدد من أبناء المنطقة إضافة إلى معاناتهم أيضا جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وتحدثت المصادر عن تجنيد عدد كبير من الأطفال ضمن صفوف المليشيا.


ونفس الأمر في مختلف مديريات المحافظة لذات الأهداف التي تريدها مليشيات الحوثي من تحقيق أي نصر عبر أي وسيلة من الوسائل التي تستخدمها جماعة الحوثي.
وناشد عدد من أبناء المحافظة المنظمات المهتمة بحقوق الأطفال وضع حد لتجنيد الأطفال والزج بهم بمحارق الحروب حد قولهم.


????استغلال سافر

المواطن محمد محمد صالح 38 عام قال بأن مليشيات الحوثي تستغل الوضع الإقتصادي وعبر سيطرتها على السلطة بالمحافظة وتجبر عدد من شباب إب وأطفالها على المشاركة في حروبها العبثية ضد الوطن والمواطن.
وأضاف صالح بأن عدد من القيادات الحوثية تتهرب من المشاركة المباشرة في جبهات القتال وتزج بغيرها خصوصا من يسمونهم بالزنابيل ـ أي طبقة مجتمعية متدنية أقل تقديرا من طبقة السادة ـ ونتيجة تهرب عدد ممن تعاونوا مع المليشيات في البداية ثم رفضهم القتال لاحقا بعد ضنهم الخاطئ أن الأوضاع لن تتطور لتصل للمواجهات المسلحة والعنيفة حد قوله.


????دور الأوضاع الإقتصادية

وألقت الأوضاع الإقتصادية والتي تأثرت بشكل غير مسبوق بتداعيات الأزمات المتتالية وحروب مليشيات الحوثي على المدن اليمنية ، ألقت تلك التداعيات بضلالها على حياة المواطنين والتي جعلت من تجنيد أطفال وشباب عاطلون عن العمل أمرا وارد .
وتحدث عدد من أبناء المحافظة عن زيادة حالات الارغام لأطفال ،وشباب من مديريات عدة بمحافظة إب للزج بهم في القتال بجبهات تعز والجنوب وسط رفض مجتمعي واستياء واسع لم يؤتي ثماره بالشكل المطلوب.

رفض شعبي يقابله قمع بقوة السلاح، ورغم عدم وجود قاعدة شعبية أو حاضنة اجتماعية للمليشيات بالمحافظة إلا أن ممارستها سلطات الأمر الواقع وبلغة القوة والعنف التي أديرت بها إب منذ سيطرة المليشيات عليها وسط تخلي الدولة والحكومة عن أدوارهما آنذاك وترك المواطنين تحت رحمة المليشيات التي تعاملت بقسوة كبيرة في وجه من يعارضها.
ورغم ما تعانيه محافظة إب من قبضة أمنية للمليشيات الإ أن شباب الثورة وأبناء المحافظة عبروا وما زالوا يعبرون عن رفصهم لتواجد المليشيات منذ قدومها للمحافظة وحتى قبل سقوط العاصمة.

وعند دخول المليشيات إب تشكلت مقاومة شعبية واسعة من قبائل إب وحدثت مواجهات عديدة سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين كان أكثرها من جانب المعتدين خصوصا بمديريات يريم والرضمة والقفر والمخادر وصولا إلى وسط مدينة إب.
ولكن تلك المقاومة لاقت اشكالية كبيرة بتخلي السلطات الرسمية والمعسكرات المتواجدة بالمحافظة عن مسؤلياتها في حماية المحافظة بل كانت شريكة في تمكين المليشيا وضمان وصولها وسيطرتها على المحافظة وتحكمها بالقرار الإداري والأمني فيها، وشاركت بشكل مباشر في القتال معها من اللواء 55 صواريخ بمدينة يريم واللواء 30 حرس جمهوري بمنطقة ميتم جنوب مدينة إب معسكر الحمزة سابقا.


????احتجاجات متواصلة وجيوب مقاومة

ومع تراجع القبائل عن مواجة المليشيا المعتدية إلا أن أبناء المحافظة يخرجون بمسيرات أسبوعية متعددة وبحشود كبيرة ومتوسطة تعبر عن حالة الرفض الشعبي للمليشيات، لكنها لم تحقق أهدافها بترحيل المليشيات من المحافظة بشكل تام نتيجة عدم ايمان تلك الجماعة بالأعمال السلمية واستخدامها قوة السلاح بالوصول للسلطة وقمع معارضيها بشكل هستيري وصل حد القتل كما في حادثة استشهاد الشاب فارس الشجاع الذي قتلته المليشيا فيةالشارع عند محاولة قمع وحشية لإحدى المسيرات السلمية ، وكذا عشرات من حالات الاختطاف والتغييب القسري للناشطين وما زال بعظهم مغيبا لدى المليشيات حتى ادساعة اعداد هذا التقرير.
ومع اندلاع المواجهات المسلحة بمحافظات الجنوب وتعز لجأ عدد من أبناء المحافظة طوعيا للمقاومة الشعبية كخيار أخير أرغمتهم المليشيا على سلوكه.
وقد تمكنت تلك المقاومة من نصب عشرات الكمائن مؤخرا للمليشيا بعدد من المناطق وعلى خطوط وطرق الامدادات والتعزيزات العسكرية التي جعلت من المحافظة ممرا لأرتالهم العسكرية المتجهة إلى مناطق المواجهات وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وبذلك فإن المليشيا بممارساتها تلك تقتل الحاضر بحروبها الابادية وتدمر المستقبل بالزج بأطفال اليمن ليلقوا حتفهم في تلك الحروب العبثية.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)