نادية عبدالعزيز السقاف
هناك 16912 مدرسة حكومية في اليمن تحوي حوالي ستة ملايين طالب وطالبة ثلثهم تقريباً بدون مقاعد.
هناك 545 مدرسة بدون مبنى؛ فهي إما في عشش، أو صفيح، أو تحت شجرة، أو في ركن مسجد أو في العراء.
كما أن هناك 405 مدارس مغلقة أو قيد التشييد، وهناك 4605 مدارس بدون مرافق صحية.
هناك 887 مدرسة بمعلم واحد فقط وحوالي ألف ونص مدرسة بمعلمين.
هناك 1497 مدرسة تحوي كل منها 50 طالباً فقط، فيما أربعة أضعاف هذا الرقم هو عدد المدارس التي تضم 150 طالباً فقط.
وفي نفس الوقت هناك مدارس تحوي أكثر من 6000 طالب، ويصل عدد الطلاب في الصف الواحد إلى 150 طالباً يتشاركون المقاعد ويجلسون على الأرض عند أقدام المعلمين، والكثير منهم لا يحضر إلى المدرسة أصلاً، ليصبح لدينا أكثر من 1.6 مليون طفل في سن الدراسة خارج المدرسة.
المتوسط الوطني لعدد الطلاب الذين يكملون تعليمهم الأساسي لا يتجاوز 32 % ، ويرتفع الرقم ليصبح 76 % بالنسبة للمرحلة الثانوية.
من ما يقارب 280 ألف معلم ومعلمة يقومون على تعليم وتربية أبنائنا، يوجد أكثر من 5200 مدرس ومدرسة مؤهلهم التعليمي «يقرأ ويكتب»، وأكثر من 1100 يحملون الشهادة الابتدائية فقط، وهكذا دواليك تتفاوت النسب لنكتشف بأن أقل من نصف الكادر التعليمي في مدارس اليمن يحمل مؤهلاً جامعياً، في حين نسبة المدرسين والمدرسات الذين يحملون مؤهلاً فوق جامعي لا يتجاوز 0.34 %.
الأدهى من ذلك أن هناك 130 من مدراء أو وكلاء أو مشرفي المدارس لا يحملون حتى الشهادة الابتدائية، وأكثر من نصف هذا العدد يحمل شهادة ابتدائية، وأكثر من 43 % شهاداتهم دبلوم بعد الابتدائي فقط! نسبة المدراء والوكلاء والمشرفين الذين يحملون مؤهلاً جامعياً فما فوق لا يتجاوز 14 %!
يحصل الطالب اليمني على 642 ساعة دراسية في السنة مقارنة بألف ساعة في دول العالم؛ فإذا ضربنا الفارق في الساعات بعدد سنوات الدراسة (12 سنة) يقل تحصيل أولادنا عن نظرائهم في التحصيل العلمي حول العالم بأربع سنوات على الأقل من ناحية الكم فقط، فما بالكم من ناحية الكيف؟!
طبعاً هذه الأرقام لا تشمل المدارس التي بدون أسوار أو حمامات أو غرف للإدارة أو معامل أو حاسوب؛ لأن هذه في اليمن تعتبر رفاهية.
الدول تنهض بأفرادها، وطالما نحن نعيش هذا الوضع البائس من ناحية التعليم لن ننهض أبداً.
يقال: إن كل طفل غير متعلم هو مشروع مشكلة، كلما ساء وضع التعليم في أي بلد كلما ارتفعت مؤشرات العنف والجريمة والإرهاب.. هل هذا ما نريده لأبنائنا ومستقبلهم؟.
لأن الإجابة لا وألف لا، تقرر أن يكون 2015 عاماً للتعليم في اليمن، وعلى الجميع بلا استثناء أن يساهم بكل ما يستطيع لإنجاح هذا المشروع الوطني لأجل أبنائنا ولأجل مستقبل أفضل
*الجمهورية نت