مشاري الذايدي
السعودية وكل دول التحالف العربي في حالة حرب، ضد مخطط الفوضى الإيراني، من خلال الحوثي وحزب الله وميليشيات العراق، كما أنها من الأصل في حالة حرب ضد تنظيمات الإرهاب «السنية» وعلى مقدمها «داعش» و«القاعدة».
ليس من المتوقع أن الطرف المستهدف بالهبّة العربية، وهو إيران وتوابعها، سيقف بلا رد، ولو غير مباشر. من هذه الردود، تحفيز العمل الإرهابي «السني»، أي «داعش» و«القاعدة»، للتخريب داخل الدول العربية المتحالفة، ودوما «داعش» و«القاعدة» عند حسن ظن إيران، فتبادر هذه الجماعات لتنفير العالم من أي مسعى عربي محترم، عبر وسمه بميسم الإرهاب والتطرف.
السعودية تقاتل على الجبهة في اليمن، وفي نفس اللحظة تقوم «داعش» ببعث موتها وخرابها للسعودية، «داعش» التي تدعي «احتكار» الإسلام، والدفاع عن المسلمين، أو أهل السنة كما يفضلون القول، ضد إيران أو «الفرس المجوس» أتباع الصفويين، كما يفضل القاموس الداعشي!
ألم يكن بمقدور «داعش» تأجيل قتالها للسعودية، لبعض الوقت، على الأقل من باب تقدير المصالح واعتبار المقامات؟!
أمس كشفت وزارة الداخلية السعودية عن القبض على منفذي اغتيال الشرطيين السعوديين أثناء أداء مهامهما في شرق العاصمة الرياض بداية شهر أبريل (نيسان) الحالي، أحدهما قبض عليه والآخر فار من السلطات، وكشفت في بيان لها تورط تنظيم داعش الإرهابي في سوريا بتلك العملية. وبعد القبض على منفذ العملية، وهو شاب غض اسمه يزيد أبو نيان، عمره 23 سنة، في قرية خارج الرياض، كشفت سلطات الأمن عن مجموعة سيارات مفخخة كانت معدة للتفجير في مواقع عدة من المدن السعودية.
الغريب في الأمر أن مدير الشاب، الهارب من العدالة، هو أيضا شاب بعمر 29 سنة، واسمه نواف العنزي، ولم يتعرف على يزيد إلا قبل جريمتهما بيومين، والتنسيق كان من خلال مركز القيادة في «داعش» سوريا، ومثل نواف على يزيد أنه شخص مغربي، حيث كان يتحدث معه باللهجة المغربية.
هؤلاء القتلة الشبان كانت لهم صفحات في تهور الشباب، ومعاكسة الشرطة، وقيادة السيارة في حالة سكر، وقضايا حقوق مالية مع الجهات المعنية، بعبارة أخرى كانت لديهم نزعات تمرد على القانون، قبل مرحلة التدين، ووجدوا في «داعش» لباسًا دينيًا يسربل هذا السلوك الهمجي ضد سلطة القانون، وهي ملاحظة تستحق التأمل كثيرًا، بوصف «داعش» تجمعًا عالميًا لكارهي القانون والتحضر.
في المؤتمر الصحافي للداخلية السعودية، قال العميد بسام العطية إن «داعش» عمدت لاستخدام المتعاطفين معها من صغار السن، وقامت بتجنيدهم لأعمالها الإرهابية، عبر ما يمكن أن يسمى بـ«جيوش الأطفال». وهذا مصطلح جديد، وخطير، وهو يعيد من جديد السؤال حول البعد المخيف في وسائط التواصل الاجتماعي، فهل حان الوقت لتشريع عالمي يلجم هذه الوسائط عن التهام الأطفال وتحويلهم لقتلة؟
بعد هذا كله، فإن ما جرى يخبرنا أن المعركة واحدة، من الحوثي للقاعدي والداعشي، لا فرق.
الشرق الـأوسط