مراد هاشم
لم تكن الصورة واضحة يوما كما هي اليوم ، والعجب هو ممن لا يَرَوْن او يتعامون او يغالطون أنفسهم ، لم يعد مجديا الآن البحث في الاسباب التي أدت الي اجهاض الانتقال السياسي السلمي في اليمن . اكبر برهان هو ما يجري الآن ، المُجهض والمتسبب الأكبر يقتل المدنيين الان في تعز وعدن وفي غيرهما من مناطق البلاد، أنصار المخلوع وحرسه الجمهوري وأمنه المركزي ومليشيات الحوثي السافرة والمتنكرة برداء الجيش والأمن تقتل المواطنين الان في عدن وتعز وفي غيرهما، ماذا يفعلون بدباباتهم ومدرعاتهم هناك؟ بل بطائراتهم التي كانت بدأت بالفعل قصف عدن ومأرب في مارس؟ هل لمكافحة فساد المخلوع أم لتطبيق مخرجات الحوار ؟ يريقون الدماء ويدمرون العمران في مسعى جشع ويائس للإبقاء على سلطة أطاحت بها ثورة ?? فبراير، هم يريدونها سلطة بيدهم وعلى بقية اليمنيين أن تخضع لمنطق الغلبة وترضى باستمرار دور الكومبارس، يجهضون حلم أغلبية اليمنيين من المهرة الي صعده بوطن يضمن لهم الكرامة ويضع لهم مكانا بين الأمم ، منذ البدء وبعد أشهر فقط من الثورة وكما تظهر تقارير الامم المتحدة ووثائق لجنة التحقيق التابعة لها كانوا يبيتون النية ويخططون ويعدون لإجهاض المسار الانتقالي، و بالسيطرة على عمران بدأ التنفيذ ، وهم اليوم في تعز وعدن !. لم يكونوا ليسمحوا بأي حال ( طالما وأدوات القوة والغلبة باقية بيدهم ) ان تحقق ثورة فبراير حتى بعضا من أهدافها ، لم يكونوا ليسمحوا للدولة المدنية ان تولد او للقضية الجنوبية ان تُحل او لجراح صعدة ان تداوى او لسائر مناطق البلاد ان تتنفس قليلا وتتحرر بالفيدرالية من خناق المركز وهيمنة المركزية ، ولم يكن من مصلحتهم ان ينعم اليمني أينما كان بمواطنة وفرص متساوية وبدولة يسودها النظام والقانون، هؤلاء يقاتلون دفاعا عن ما تبقى من مشروعهم الصغير وهو مشروع لا يتسع إلا لمن يقبل بفسادهم وافسادهم ولذلك لا مستقبل له ، هم يقاتلون اليوم مواطنين جردهم ذات المشروع من كل أساسيات الحياة الكريمة ولم يعد لديهم ما يخشون خسارته ، هم يقاتلون يمنيين ذاقوا طعم الحرية ويطلبونها كاملة مكتملة ولن يتخلّوا عنها، بل هم يقاتلون اليمنيين والعرب والعالم كله ! ، و( هم ) هؤلآء لا يمثلون اي فئة من فئات اليمنيين ، بل يمثلون أنفسهم ، والمرء حيث يضع نفسه ، أما من يناصرهم او يصمت عن ممارساتهم فهو يساهم في تدمير اليمن وتمزيقها وفي قتل اليمنيين سواء تم القتل بغارة او بطلقة قناص قادم من مغارة !
/المصدر: حساب الكاتب على فيسبوك/
