الأرشيف

المرافقون

الأرشيف
الثلاثاء ، ٠٩ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٢ مساءً

حسين العواضي


المرافقون، كائنات بشرية بريئة، شباب في عمر الزهور، تركوا الحقول، والمعاهد والمدارس وحملوا أسلحة – الدمار الشامل – وربطوا مصيرهم بالمجهول.
وكلما دخلت البلاد في – أزمة – أو خرجت من – ثورة – زاد عدد – طيور الجنة – من المرافقين طالت – قعاشهم – وتنوعت – بنادقهم – وكثرت عثراتهم، ومصائبهم.
هؤلاء الأبرياء بشر مثلنا ساقتهم أقدارهم العاثرة إلى مهنة – خطيرة قاتلة، لا يدرون ماذا يفعلون؟ ولا يدركون أي خطر يواجهون؟
لا ضمانة ولا تأمين، وبعضهم يعرض حياته للخطر، مقابل الغداء الفقير، وربطة – قات - وكلمة تشجيع في آخر العام.
مساكين هؤلاء الشباب قذفتهم البطالة .. والحاجة والجهل إلى عهدة أشخاص – منفوخين – لا يرحمون ولا يعقلون.
 أشخاص يحاصرهم الخوف من الخارج، وتفترسهم – العقد – من الداخل، قلقين، محاصرين يظنون أن زيادة عدد – المرافقين – تجلب لهم الوجاهة والهيبة والسماخة.
ولخفة عقولهم؟ وثقل فهمهم؟ يرون في السلاح وحده، حماية ومكانة وردع ووقاية؟
مرافقون في الوظيفة، ومرافقون في السكن، مرافقون في صنعاء، مرافقون في الطريق ومرافقون في المطار، وآخرون في البلاد.

 مرافقون للأولاد، ومرافقون للعائلة ومرافقون للسائق، وآخرون للشغالة؟؟.

وفي مرات كثيرة، يرتكب هؤلاء حماقات بلا سبب ويفجرون خلافات بلا معنى، والوقائع مثيرة والشواهد كثيرة.
والبعض بكثرة فلوسه، ومرافقيه وسلاحه يركبه وهم البطولات الزائفة، فيقدم على تحدي الآخرين، وايذائهم الأ تفه الأسباب.
وهؤلاء لحفر قديمة في رؤوسهم لا يفكرون ولا يعتبرون، وعلى غيهم سائرون، لا يحيدون ولا يتراجعون.
أنظروا نشرات الأخبار، وعناوين الصحف قتل ثلاثة من مرافقي القائد العسكري، وتوفي أربعة من مرافقي الشيخ القبلي؟.
من يبكي على هؤلاء؟ لا أحد، وفي الغالب لا تتلقى أسرهم غير شوالة قمح وتنك سمن، والفاتحة على روح المرحوم؟
هل بكم رغبة للتعرف على هؤلاء؟ تجدونهم على أبواب صالات الأعراس، وفي الملاعب، والمقابر والمآتم والمناسبات.
كائنات بشرية، بريئة متحفزة، عيونها حمراء، وأثوابها قصيرة، مدججة بالسلاح تبحث عن غرماء لا تدري أينهم؟ ولا تعلم منهم؟.
والله أني أحبهم، وأشفق عليهم، وأكره هؤلاء الذين يسخرونهم لخدمتهم، دون أن يمنحوهم ما يستحقون من الغذاء .. والكرامة والتقدير والاحترام.
في العالم الآخر – البودي قاردز – أو الحارس الشخصي، موظف، نظيف، ومدرب ومحترم.
نحن لا نريد – للمذكورين أعلاه – أن يلبسوا رباطة عنق، ونظارات سوداء عريضة، ولكن من حقهم، ومن حق الذوق العام أن يذهبوا للحلاق مرة كل عام، وأن يحسنوا من مظاهرهم المفجعة.
وبعد .. فأنظروا إلى أشكال وعدد المرافقين كل خائف منفوخ، تدركون من هو؟ وما وزنه وقيمته، والحارس الله، وجنة المرافقين البقاء في منازلهم.

*صحيفة الثورة

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)