الأرشيف

عن الشاويش الذى دمر وطناً

الأرشيف
الثلاثاء ، ٣١ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠١:١٣ مساءً

مصطفى النجار


الإخوة القادة.. سنواجه الشعب حتى آخر قطرة من دمائنا بكل ما أوتينا من قوة، من يقف معنا يا مرحبا، كسروا كل شىء جميل فى اليمن، دمروا كل شىء فى اليمن، شعب جبان، خوافون لا يعرفون مصلحة الرئيس!

هذه كلمات الديكتاتور اليمنى على عبدالله صالح واصفا شعبه الذى ثار عليه. الرجل المعروف بالشاويش والذى وصل لسدة الحكم وهو أمىّ وجىء له بمعلمين من لبنان ليعلموه القراءة والكتابة، جاء للحكم عقب اغتيال رئيسين لليمن هما إبراهيم الحمدى ثم أحمد الغشمى اللذان لم يعرف حتى الآن من قتلهما على وجه التحديد وإن كانت أصابع الاتهام تشير للشاويش الطامع فى السلطة، سخر منه الرئيس السادات عقب إعلانه مقاطعة مصر بعد ذهاب السادات إلى إسرائيل وقال (حتى أنت يا شاويش على).

بدأ الرجل عهده بالاغتيالات والإعدامات وشراء الذمم بالأموال ليبسط سيطرته على اليمن 33 سنة كاملة، على يديه تم تصنيف اليمن من أكثر دول العالم فسادا لعقود متوالية ووصل بالشعب إلى أن يصبح أكثر من نصفه تحت خط الفقر، ناهيك عن التخلف والتأخر العام الذى صنعته سياساته وديكتاتوريته بكل مناحى الحياة فى اليمن، هذا البلد الذى كان يعرف باليمن السعيد بسبب الخير الذى يفيض من أراضيه.

حول الرجل الجيش من مؤسسة وطنية إلى عزبة عائلية يمتلك كل فرد من أسرته وأقاربه جزءا منها، بجانب هذا الجيش العائلى كوّن الرجل ميليشيات شعبية تدين له بالولاء ويستخدمها ضد خصومه معتمدا على التنازع القبلى والإغراق بالمال ومساحات النفوذ، ولم يكتف بذلك بل استعان بالسلفيين الجهاديين لقتال الحوثيين فى أحداث صعدة التى انطلق منها كابوس الحوثيين الذين كانوا يطالبون فى البداية بحقوق قانونية ودستورية ثم احتضنتهم إيران ليتحولوا تماما عن مطالبهم الأولى ويرتدون ثوب الطائفية البغيض الذى أوصل المشهد اليمنى لهذا الوضع البائس.

قتل نظامه ما يزيد على 2000 مواطن يمنى من الثائرين عليه فى فبراير 2011، ثم لجأ للسعودية بعد أن احترق وجهه فى التفجير الشهير الذى كان يهدف لاغتياله وأنقذته المبادرة الخليجية من مصير القذافى بعد أن رتبت نقل السلطة لنائبه (عبدربه منصور هادى) وتحصينه من أى مساءلة، وكعادة أى ديكتاتور نذل فقد أدار ظهره للسعوديين الذين أنقذوه من القتل دهسا واشترك فى المؤامرة الأخيرة بجوار الحوثيين الذين تحالف معهم وساعدهم عبر رجاله الموجودين فى الجيش اليمنى على الاستيلاء على العاصم? صنعاء وعدد من المدن الأخرى، ليجسد نموذجا تاريخيا للخسة والرغبة فى الانتقام من الشعب الذى ثار عليه وأجبره على ترك الحكم.

يعود الأفّاك ثانية للمشهد عقب بدء الحرب الأخيرة (عاصفة الحزم) ويقترح مبادرة للخروج من الأزمة بعد أن شعر أن مخططه القذر فى طريقه للفشل، سيظل هذا الديكتاتور الحاقد نموذجا للمستبدين القتلة الذين لا يتورعون عن حرق بلادهم وقتل شعوبهم للتشبث بالحكم ولو على دماء الملايين، ويظل الدرس المتكرر للجميع أن الديكتاتورية لا تصنع استقرارا وأن دعم المستبدين هو سحر ينقلب على الساحر.

 

/المصري اليوم/

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)