منذر السقاف
الإخوة: محافظ عدن وأعضاء السلطة المحلية إدارة الأمن وقيادة المنطقة الرابعة قادة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني قادة الحراك الجنوبي والمنصات والميكرفونات وجهاء محافظة عدن لا أسعد الله صباحكم .. إلا من رحم ربي فسعادة هذا الصباح لا تليق إلا بشهداء وجرحى وشباب عدن في المطار ودار سعد وكافة المديريات التي خرج شبابها الذي لا يرتدي بدلاتكم الرسمية والكرافات الفاخرة لحماية حواريهم ومديرياتهم يتسامرون على حكايات فرج قريب ويرددون أبيات الشاعر سعيد بن حميد : كم نعمة مطوية ... لك تحت أثناء النوائب ومسرة قد أقبلت ... من حيث تنتظر المصائب خرج ثلة من الشباب وقواعد الأحزاب المكونات المختلفة بعفوية خالعا كل عباءة إلا عباءة عدن متجاوزا خلافاته بينما انتم لا زلتم تحسبون الحسابات , خرجوا في أجواء ملبدة بغبار البارود المنبعث من فوهات البنادق وغضب جبل حديد المتفجر عليكم ، خرجوا ليرسموا سحب تليق بعدن لا شاحبة كمواقفكم ، بينما ترتدي عدن ثوب الحداد على دماء الأبناء لا اعلم أي ثوب سيكسو عوراتكم المتكشفة ، من بين هذا الدمار والركام والأنقاض التي يريد المتمردون و الانقلابيون محو كل قافية للأجداد قد كتبت ، وكل قصيدة حرية ولدت ،خرج الشباب وصوت طبول حرب تفزع منها القلوب خوفاً من أن تشتت الحرب الوطن وتفرق الأحبة ولا يعودوا إلى أهاليهم بينما لا اعرف أين تقيمون انتم الآن ؟ وهل لا زال مصيركم مربوط بمصير مجتمعكم وهل تعانون ما يعاني ؟ ، فتهديد السلم في عدن من قبل تجار الحروب الذين لا يعلمون أن الحرب لا تستعر نيرانها بمدافعهم بقدر ما هي تؤثر في قلوب الناس وأفكارهم وسيكتبها التاريخ لعنة على كل مسعر حرب فالتاريخ لا ينسى , أن الحرب قد اشتعلت في قلوب الناس وأفكارهم حين غبتم عن ممارسة عملكم وواجباتكم لا اعرف أي مؤسسات دولة تمتلكون وأي أجهزة ومكاتب تديرون وأي دوائر ولجان تسيرون كلها ذابت أمام ذاتيه وانفعال وحماسة الشباب وقواعد المجتمع من جبهة الضالع الثابتة إلى عناد لحج المرابطة إلى عفوية عدن المقاومة وأبين وشبوه وكل بقاع الوطن بالرغم من أصوات الانفجارات واضطرابات الاجتياح الحوثي العفاشي في حق عدن الحبيبة بخلاياه النائمة والمتمردة إلا أننا نؤمن أننا سنكسب المعركة ليس بمقدار تعويلنا عليكم او قتلنا لخصومنا خصوم السلام ولكن بمقدار حرصنا على السلام وتجنيب الخلافات وتوحيد الصف الذي تجلى في تهافت الشباب من كل الانتماءات لحماية مناطقهم حين غابت مؤسسة الجيش الوطنية ولا أنسى قبل هذا كله اكبر مكاسبنا أننا قتلنا رغبة القتل والخلاف . للأسف اليوم حركة العنف في الميدان أسرع واقوي من حركة اجتماعاتكم وتسويفكم فلم نسمع خلال الثلاث الأيام العصيبة عن لقاء جامع لإدارة الأوضاع في عدن وتنسيق الجهود لا أقول في ساحات المواجهة إن كنتم بعيدين عنها ولكن على الأقل في الأحياء والمديريات والمستشفيات وبنك الدم والإسعاف والمطافي والمرور ومراكز الشرطة والمعسكرات والمساجد وأسواق السلع الغذائية والمؤسسات الحيوية كالكهرباء والمياه ومحطات الوقود , يوجد الكثير لتقوموا به كمدنيين لتساندوا مواقف اللجان والشباب المشرفة التي تواجه قوى الشر والتمرد .. قوى الشر التي تراهن على الحسم وتحقيق المكاسب لفرض الشروط وإخضاع عدن لتغييرهم المعادلات على حساب الشعب ودماءه وقضاياه العادلة في صراع للأسف تغذية عوامل داخلية تجلت في الخيانات والمواقف المخزية وخارجية تسعى لزعزعة المنطقة. اليوم وأمام كل هذه الصعاب نركز على ان هذا المجتمع في عدن قد استطاع أن يتعايش مع كل أزمة تمر به دون الالتفات لزوبعة السلب والنهب التي يثيرها المفسبكين وعشاق الواتساب على حساب صمود وثبات الشباب المقاوم فلا مكان لليأس والتثبيط بأفعال تفتعلها غرفة عمليات المتمردين في عدن في حين غابت غرفة عملياتكم الحكومية و المجتمعية ,بالرغم من هذا كله أقول أن الفرص لا تزال قائمة مادامت هناك رغبة لتضميد الجراح والوقوف على الأقدام متجاوزين للخلافات ومادام رواد السلام والحرية المقاومين يخططون لإبطال مخططات الحرب والفوضى . على المجتمع العدني و الجنوبي والحراك الشبابي أن يعزز من تجنيب خلافاته كمشهد مشرف نراه اليوم على الواقع وندرك جميعا مع كل الشرفاء في عدن والوطن إن الخطر واحد وأننا كلنا مستهدفون من هذا الأجرام الذي يريد استبدال أحبار لطفي جعفر أمان وثقافة القلم بالبندقية والدم هم قلة قليلة متمردة ومستبدة أربعة أو خمسة يريدون فرض آرائهم على ظهر دبابة يريدون تكميم الحرية والكتابة ويظنون أنهم أبناء الله أصحاب الحق في الرقابة والأمن والمهابة وكل من يرفض توجهاتهم يدوسوه بنفس الدبابة فأراهم الله عكس ذلك فبوركت عدن وبورك اليمن . اليوم نعلم ان السلام لا يكون بغياب النزاع بل بوجود البدائل للعنف ولا بدائل للعنف ألا تراص المجتمع وممارسته للواجب الذي تغيب عنه اليوم السلطة المحلية ومواقف الأحزاب ودور المنظمات لا بديل لنا إلا أن تعودوا لممارسة أعمالكم وأدواركم بأمانه أمام الله والوطن. أنا لا أطالبكم جميعا كمدنيين لتنزلوا بسلاحكم لتحموا عدن ولكني ادعوكم إلى ممارسة واجباتكم وتفعيل دوركم فهناك أفكار وأعمال كثيرة تعجل من الانتصار وتسند الرجال والشباب في الميادين والأحياء فاليأس والغياب خيانة , حينها فقط استطيع أن أقول لكم اسعد الله صباحكم فلا سعادة إلا لأصحاب الواجب من الشباب المقاوم في الجبهات والأحياء والأطباء في المستشفيات في الأوقات العصيبة أما ألان فلا تستحقوا إلا صميل المرشدي رحمه الله حين اطرب قائلا : أمـــا الـــذي عـنــد المصيبة يـفـتــر وبـالـنـفـس يــهـــدر هــديـــر عـنــتــر يحـتـاج مـلـى هــذا ألصـمـيـل وأكـثــر يحتاج تـلـقـيـنـه دروس ومـعــشــر فـهــو مـــن الحـنـشـان بـــل وأخـطــر.