فكري قاسم
يفترض بالمال أن يجعل الناس يصبحون حلوين أكثر ، إلا في بلادنا يالطييييف .. كلما ازدادت ثروة شخص ما ، تحول إلى شخص كريه . في الموروث الشعبي كما في الأدب ، يتحدث الناس عن "غنى النفس" بإجلال وتقدير ويتحدثون عن الثراء اللي يجيب وجع الدماغ بوصفه حاجة تسد النفس. وفي سنوات الانحطاط عموما تصبح النفس الغنية شحيحة ، ومن النادر أن يصادف الواحد في حياته ثراء مشفوعا بغنى النفس . للثراء في اليمن عزيمة العيش تحت عباءة "غنى الرفس" وأصبح كل واحد منهم "يرفس" كل القيم النبيلة من طريقه ليصبح هو في القمة والبقية في عيونهم مجرد بشر لهم مواجع ولهم أحلام تسد النفس! وفي مجتمع البسطاء عموما ، ظروف الحاجة تجعل الناس يخذلون بعضهم بعض في الغالب ، لكن خذلان الميسورين لمجتمعاتهم الفقيرة مرير . من هو ثري يتشوق للعطاء طبقا لـ"نيتشه" وفي بلادنا يتشوق غالبية الأثرياء لإذلال الناس وتهشيم أحلامهم لكأنهم بشر ولدوا لينجحوا ويعيشوا الحياة بمفردهم . على أن بعض المال محنة على صاحبه، وبعضه الآخر يصبح مجالا لكسب حب الناس وتطوير مهارات وطاقات المجتمع الخلاقة باعتباره واجبا صميما لأي رأسمال يقول إنه محترم . يوجد في اليمن – على أية حال- فقر مدقع ، ويوجد ثراء – هو في غالبيته – بلا أخلاق .وفي العادة ليس هناك من هم أغنى من تجار الحروب، لكن المال وحده لا يمنح الإنسان الرفعة ، أو يشتري الصيت الحسن.
*اليمن اليوم