زيد بن علي الشامي
لمات الاستنكار والإدانة والغضب لا تتسع للتعبير عن الألم والحزن من بشاعة قتل المصلين وهم يقفون بأمان واطمئنان بين يدي الله في المسجد، وهذه ظاهرة غريبة وخطيرة على المجتمع اليمني، وتحمل رسائل إنذار لجميع اليمنيين لاستشعار الخطر، وجمع الكلمة، والإرتفاع فوق الجراح ليحافظوا على دينهم ووطنهم وحياتهم ونسيجهم الإجتماعي من شرور التمزق والتفرق والفرز الطائفي المقيت!!
الأوضاع العامة تسير من سيء إلى أسوأ، وقد أنتجت الخلافات السياسية دماراً رهيباً للقيم والأخلاق، الأمر الذي جعل المجرمين يتجرأون على قتل النفس المحرَّمة في بيوت الله من دون خوف من الله ولا حياءٍ من الناس، ولا رهبة من سلطة..!!
تفجير مسجدي بدر والحشوش بصنعاء أمس الجمعة جريمة مدانة وفعل جبان لم يستهدف فصيل سياسي بذاته؛ بل استهدف كل يمني وكل مسلم، والواجب سرعة التداعي لقطع دابر الفتنة وعدم السماح لأي جهة تستثمر تباين الرؤى? السياسية والفكرية لخلط الأوراق وتأجيج الصراع، وإثارة الفوضى? لإيصال اليمنيين إلى هاوية السقوط.
هذه الجرائم ليست مناسبة للكسب السياسي أوتصفية الحسابات أوتسجيل النقاط على الخصوم، وإطلاق التهم جزافاً يُبقي المجرم طليقاً متخفياً وراء الكيد الذي يحاول إلصاق التهمة بأبرياء ومن دون تثبّت، بينما الواجب معالجة أسباب الفشل الأمني، والتركيز على ملاحقة الجناة وتتبعهم وتسليمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع.
أماالقوى السياسية فواجبها العودة إلى المسار السياسي بعيداً عن العنف، ومن ثم العمل الجاد للدخول في انتخابات رئاسية وبرلمانية عاجلة تقطع الطريق على المتربصين ببلادنا وشعبنا من أي جهة كانوا، وعلى جميع اليمنيين أن لا يسمحوا بانزلاق بلدهم إلى أتون فتنة طائفية كما يحدث في سوريا والعراق!!
التعازي لكل أسر الضحايا، ونسأل الله أن يتقبل الشهداء، وأن يعجل الشفاء للجرحى، وندعوه سبحانه أن يحفظ اليمن من كل سوء ومكروه، وأن يرشد اليمنيين إلى أرشد أمرهم...