عبدالملك شمسان
شكل جديد من الرعب لم تألفه صنعاء ولم تعتده اليمن. وبالقياس على سيناريوهات مماثلة بالمنطقة فإن ما يحدث الآن قد لا يكون أكثر من عنوان مختصر جدا لمستقبل مصبوغ بلون الدم.
ولا أقل مع هذه الحوادث من التوافق على لجنة من خبراء الأمن للتحقيق فيها، وأن لا يوكل الأمر إلى مليشيات الحوثي، ولا إلى قيادات الأجهزة الأمنية التي يعينها ويديرها الحوثي.
من السهل في هذه الحوادث أن يلقي الحوثيون التهمة على خصومهم السياسيين، لتوظيف هذه الأحداث ضدهم، ولتبرير حروبهم وأشكال عدوانهم، ومن السهل على خصومهم أن يردوا التهمة عليهم، ويزعموا - بالتصريح أو التلميح- أن الحوثي يقوم بتنقية صفوفه ممن يعتقد أنهم مشاريع خصوم من الداخل، وأن الخلاص منهم الآن يحقق له هدفين في وقت واحد: الخلاص منهم أولا، واستثمار قتلهم ثانيا. ثم العادة في مثل هذه الحوادث أن تقطع جهينة قول كل خطيب، إذ تنبري القاعدة معلنة مسؤوليتها عن الحادث.. كل ذلك سهل، ومتوقع، وحدث كثيرا، فيما سبق، وسيحدث كثيرا فيما سيأتي لا سمح الله، وكله لا يغني أبدا عن التحقيق الجاد عبر لجنة متزنة ومتوازنة، متفق ومتوافق عليها، يتحقق في عملها المصداقية ولو في أدنى حدودها ومستوياتها.
المساجد مساجد الله لكل الناس وليست مساجد الحوثي حتى وإن كان الخطيب حوثيا، والدماء دماء اليمنيين، وفي تفجيرات العراق التي بدأت بالمراقد والمساجد ثم عمت المدارس والأسواق وكل مكان عبرة لمن يعتبر إلا من أعمى الشيطان بصره وبصيرته ولم يعد يرى إلا الكرسي ولو كان الثمن قتلا ودمارا بلا حدود، وليته يعقل ويفهم أن وسيلته التي يريد بها التمدد في السلطة والاستحواذ عليها وسيلة معطوبة، وليست أكثر من "مادة حافظة" محدودة الصلاحية، وما إن تنتهي صلاحيتها حتى وتنقلب سمّا زعافا، وإذا به في نهاية المطاف وقد خسر كل شيء، ولا أرضاً قطع ولا ظهرا أبقى!!