سامي غالب
"من يقف وسط الطريق تدهسه العربات". قلت هذه العبارة للدكتور ياسين سعيد نعمان بعيد انتخابه أمينا عاما للحزب الاشتراكي اليمني في 2005، في سياق حوار صحفي اجريته سنتذاك لصحيفة "النداء". والحال ان الاشتراكي انحاز بقوة للناس في تلك السنوات. ناصر الحقوق والحريات ورفض الحروب في صعدة ودعم المرشح الرئاسي فيصل بن شملان، قبل أن ينحبس، لاحقا، داخل محبسي الفدرالية والاقليمين!
الأمين العام الجديد للحزب الاشتراكي عبدالرحمن عمر السقاف، لا يقف وسط الطريق كما يزعم في كلمته في اجتماع حزبي اليوم، بل ينحاز صراحة لطرف ضد طرف. أو كما يقال، يعطي إشارة يسار وينحرف يمينا! لقد لعبت قيادة الاشتراكي دورا سلبيا كارثيا في الأسابيع الماضية، دور المحلل، ومحامي الشيطان. وبينما كانت ميليشيات الحوثي في العاصمة تنكل بمستقبل الاشتراكي، الشباب والشابات الذين قادوا حركة احتجاج نبيلة ضد العنف والسلاح والتطرف، كانت هذه القيادة الرديئة والمتسولة، تستهلك الوقت في موفنبيك في حوار عبثي مع ممثلي الحوثيين وحلفائهم.
من المفيد أن يحافظ الاشتراكي على علاقة متميزة مع الحوثيين، لكن عليه أن يظهر استقلالية في مواقفه كي لا يبدو الأمر وكانه انتقل من "هالك" إلى "مالك". من "الإصلاح" إلى "الحوثيين".
الاشتراكي كبير حقا.
ليس برطانة أمينه العام بل بتاريخه ويقوته الكامنه وبشبابه الرائعين، وبالعديد من الميزات المهدرة التي لا تدركها ابصار قيادييه، والتي تتيح له لعب الأدوار الحاسمة في اللحظات اليمنية الصعبة.