أشرف المنش
إن المتأمل للأوضاع التي تشهدها محافظة تعز يجدها وبكل بساطة وكبرياء مدينة علم وثقافة وفن وقيم ،مدينة يأمن فيها الجميع نتيجة ثقافة السلام المتسللة في عقول سكانها ؛ تلك محافظة تعز او مدينة تعز بالأصح ،وليس ريفها الذي أستشرى فيه فساد العصابات وتنوعات جرائمهم بين سلب ونهب وتهديد الناس نتيجو أنتشار ثقافة السلاح عند بعض المخربين.
وين إذنك ياحبشي (فيشير في يده اليمنى ليمسك إذنه اليسرى من خلف رقبته , رغم أن أذنه اليمنى اقرب إلى تلك اليد)؛ هذا المثل لأبناء جبل حبشي الذين مدوا ايديهم لتبليغ أمن المحافظة عن كثرة الأعمال التخريبية لعصابة مسلحة ، وكثرت الافعال المشينة التي خلت بمجتمع متعارف علية بأصحاب العقول الفكرية.
ان جبل حبشي تتعرض لأعمال سطو ونهب من قبل مجموعة مسلحين عددهم بالأصابع إلا أن أمن المديرية وجد نفسه عاجزا تماما أم ممارسات تعسفية تطال موطنين المديرية.
وكان أخر أفعال هذه المجموعة المسلحة التي تمارس الحرابة ؛ إغلاق مدرسة صلاح الدين بالرحبة عزلة الشراجة المشروع الوحيد والعرق الصغير الذي يحفظ للدولة وجهها بين الأهالي دون إبداؤهم إي حجج منطقية تفسر سبب اقتحامهم لها.! أو مبررات تشفع عن تهورهم الذي تعدى حقوق الموطنين.
وبحسب تواصلي مع أهالي القرية ومشايخها وكذلك المدير الذي وقف عاجزا أمام فواهات بنادق العصابة ؛ ولم تشفع له توجيهات التربية إلى السلطة المحليه والاخير قامت بالتوجيه إلى أمن المديرية بالقبض عليهم وسرعة فك اسوار المدرسة، ورغم أن التوجيه قد وصلهم إلا انهم لم يقوموا بعملهم ومازالوا يمارسوا نفس “المماطلة” التي أتاح لهذه العصابة مساحة لممارسة أعمال التقطع والسرقة.
العام الدراسي بدأ يشد الرحال ومدرسة صلاح الدين مستمرة لليوم العاشر في اغلاق أسوارها ،والضريبة يدفعها الطالب واحده الذي يأخذ من وقته ويجعله بعيدا عن التحصيل العلمي.
وبحسب رايي فأن إقدام المسلحين على إغلاقها يأتي من الرضوخ والتأييد الذي يحصلون عليه من قبل بعض مشايخ القرية ولم يتابعوا القضية حتى مع بعضهم البعض ؛فمنهم من لديهم احتكاكات شخصية مع مدير المدرسة ،وقد حاولوا عدة مرات الرفع به إلى امن المديرية ومدير التربية والتعليم بالمحافظة بمزاعم الاختلاسات التي يمارسها على الطلاب في ايام التسجيل وما شابه؛ إلا انه لم يتم معالجة القضية التي كانت بحاجة إلى لجنة تحقيق تحل المشكلة بدلا عن تضخمها انتهت في قصم التحصيل العلمي لدى الطلاب ليكون رهان مسبق يدفعونه نتيجة الفساد السرطاني المنتشر في إدارات المديريات .
أما البعض فقد تحصل له التهديد والاعتداء من نفس العصابة؛ وألتزم الصمت خوفا من بلطجتهم المستمره مما جعله ينطق “اللهم إني أسالك نفسي نفسي ” حتى يبرر عن نفسه.
فالمواطنين في أكواخ الرعب والخوف المستمر ، خصوصا بعدما رأوا تغير البلطجي المسلح إلى شيخ يحكم القرية ويكسر كل الاعمال الصادرة من المشائخ الحقيقين الذين صفقوا لهم بدلا عن ردعهم بالأساليب المختلفة لكونهم خارجين عن اجندة القانون وكلمتهم مصدقة وواضحة عند الموطنين كافة وكذا متابعة امن المحافظة بدلا عن آمن المديرية التي تعود على ” العسل والجبن” في تنفيذ مهامه الخدميه للمواطنين.
قرية الرحبة تتمتع بكثافة سكانيه كبيرة وهو تفسير يجعل الاجيال القادمه أكثر عرضة للجهل ، والمماطلة في تأخير الحل للمدرسة يزيد من معاناة أبناءها الذين يسافرون إلى المناطق المجاورة في حال وصولهم مرحلة الثانوية ، فكيف إذا أغلقت مدرستهم الإعدادية ، ما يجعل انقسام الطلاب إلى قسمين :قسم يواصل ويتحمل عناء المشقة، وقسم ينخرط في غياهب الجهل ويتربى عالة لا يستطيع ان يعرف قيمة نفسة في المجتمع ،فيضطر إلى العنترية عن طريق السلاح وهو دليل واضح على شباب من نفس القرية ألتحقوا بهذه العصابة.
على محافظ محافظة تعز الاخ شوقي هائل ان يعالج هذه المشكلة ويواصل دوره كمحافظ للمدينة والريف ويوجه بتشكيل لجنة تحقيق تحل العقدة القائمة بين المشايخ والمدير وتوضح للمواطنين المسلك الصحيح؛ وهذا يجب ان ينفذ بعد أن يتم ضبط العصابة التي نمت على مدى خمس سنوات وتنوعت أساليبها المخالفة. فمدينة تعز إذا كانت أمنه فهي بحاجة إلى آمان ريفها أيضا فهو مصدره طاقتها البشري الأكبر.