الأرشيف

فشل (الصماد) في طهران

الأرشيف
الخميس ، ١٢ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٥٦ صباحاً

عدنان هاشم


قبل أيام تحرك (صالح الصماد) و14 آخرين على بعد وصول طائرة الشحن إلى طهران، يومان فقط كزيارة رسمية، ترحيب وتملق يمني من الوفد، منبهر بمعالم الحضارة الفارسية، بماذا عادوا من طهران؟!، إيران لن تعطيهم سوى الانبهار الذي اقتبسوه من زيارتهم وإطراءهم، وعادوا بخفيّ حنين.

في اليوم الأول عقد الوفد الحوثي اجتماعاً مع وزير الصحة تحدثوا عن دعم الصحة في اليمن، كان الوزير يُصر على فتح المستشفى الإيراني في البلاد والذي أغلق أثناء الحرب مع الحوثيين، أبدى الصماد استعداد جماعته لذلك، ماذا عن الدعم؟!، سنرسل لكم بطاطين "أغطية" و"أدوية إيرانية" وسنعمق التعاون التجاري الدوائي بين البلدين. وزير الصناعة الإيراني كان التالي وبنفس الطريقة توعد بتعميق التعاون التجاري بين اليمن وإيران، مُعلناً عن فتح سوق جديدة للتصدير إلى اليمن. نعم "التصدير فقط" لا يوجد مشاريع. واليوم التالي كان الموعد مع وزير الطاقة الإيراني كان يطلبون منه الاستثمار النفطي في اليمن، لم يُطل الحديث معهم تحدث بنبره تودد مليئة بالأمر، لدينا تعاون مع سلطنة عمان في مجال الغاز الطبيعي، وبحلول خمس سنوات قادمة سنكمل مشروع مدّ الأنابيب إليها، ونريد المزيد من الغاز من اليمن لإيصاله بتلك الأنابيب، وبإمكان وفد آخر مناقشة تفاصيل البيع. بالتأكيد سيكون الثمن بخساً!.

على الحوثيين أن يفهموا أن إيران لا تستطيع الاستثمار في اليمن أو بناء مشاريع عملاقة، فبلادها تفتقر إليها، ونسبة البطالة تتجاوز 48%، عدد كبير منهم تحول إلى مستهلك للمخدرات والحشيش من أجل الهروب من الحياة القاسية، هناك 35 مليون فقير في البلاد، ملايين منهم يفترشون الطرقات. إيران تعاني من اقتصاد مفروض عليه الحصار منذ سنوات طويلة، هي لا تستطيع أن تقدم سوى السلاح والرصاص فقط لكتائبها في الشرق الأوسط، عدا ذلك هي تبحث عن مكان لبيع بضائعها، وصناعتها.

نعم "إيران" يُخيّل للجميع أنها دولة قوية في الاقتصاد، صحيح أنها تعتمد على ذاتها في إنتاج الإكتفاء الذاتي، لكن لا تصدير بضائع ولا مشاريع عملاقة ستكون في اليمن.

الإيرانيون ينظرون إلى اليمن أنها أرض المحراث، مكان لجلّب الخيرات، ودفع العمولات والهبات، ومكان ممتاز للأحجار الكريمة المرتبطة بالثقافة الفارسية وبالموروث الشيعي، فقط لن يعملوا إلا مصنع للعقيق وأحجار الزينة ليزينوا بها المزارات الفارسية والشيعية، وهذا لن تعود إلا بقليل جداً قد لاتصل إلى مائة ألف دولار كل عشر سنوات.

 

/نقلا عن الصحوة/

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)