اسامة غالب
* إلى الرئيس هادي:خذلت جمهورك خلال 3 سنوات من حكمك وارتكبت أخطاء جسيمة، وجاء اليوم للتكفير عن ذنوبك وإعادة الثقة لهذه الجماهير، فلا تخذلهم مرة أخرى لأنك لا تضمن فرصة جديدة، وإذا وقعت مجددا فلن يتعاطف معك أحد.
ارتسمت صورة لدى الرأي العام أنك شخص ضعيف غير قادر على إدارة دولة، وهذا ما قاله سفراء غربيون في لقاءات خاصة أيضا، وهذا الضعف أغرى أعداء النظام الجمهوري لتدمير البلد، وجعل سلفك ينتشي ساخرا أمام زواره بالقول: "لو كان ذكي ومحنك لما خليته يجلس 17 سنة نائبا لي"، فأرهم الآن قوتك وشجاعتك يا هادي.
الشارع اليمني سيغفر لك كل أخطائك إذا لمس أداءً مغايرا تماما للسابق، وكل العوائق التي كنت تطرحها في الغرف المغلقة بصنعاء لم تعد قائمة بعد وصولك إلى عدن، وأصبحت في يديك أوراق قوة غير مسبوقة بمقدورك توظيفها لصناعة تأريخ مشرف.
أولى أخطائك السابقة هي الاعتماد على بطانة سيئة، وعدم وجود فريق مؤهل ونزيه ومخلص يعمل معك، وغياب المستشارين المتخصصين، والنتيجة كانت هي غياب التغيير بعد ثورة شبابية خرجت من أجل التغيير، وتوغل الفساد وتدهور الأوضاع وفشل إعلامي وقرارات جاءت بمسؤولين أحقر من سابقيهم، ومن حسنات الانقلاب أنه فضحهم وحان الوقت لكنسهم!
تعلم من العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أحدث تغييرا هائلا في السعودية بعد ساعات من مبايعته ملكا للمملكة عبر عشرات القرارات، ومعظمها صدرت في ليلة واحدة رغم أن الملك الراحل أخوه، وبعض ممن طالهم التغيير أبناء إخوانه.
الملك سلمان رجل دولة يريد طاقما محترفا يختاره بعناية ويثق فيه لضمان نجاحه ووضع بصمة خاصة به، ويدرك أهمية إحداث تغيير حقيقي في مستهل ملكه، ولهذا أحدث تغييرا كبيرا خلال ساعات وأنعش آمال مواطنيه، بينما أنت يا هادي ثلاثة أعوام ونحو 30 سفارة تدار بدون سفراء ومنها سفارات في بلدان هامة!
أصدرت قرارات متأخرة بعد استئذان "بنعمر" وتمنى المواطنون أنها لم تصدر، والشواهد كثيرة ولا داعي لذكرها كي لا نقع في تجريح شخصي لمعظم المسؤولين المدنيين والعسكريين في عهدك، وأصداء تعيينهم ليس سرا، وهذا أكبر دليل على سوء مطبخك وبطء إدارتك.
التغيير ضرورة وطنية وإذا تأخر يصبح مشكلة ويصاب الشارع بالملل، والقرار القادر على اتخاذه الآن قد لا تستطيع إصداره بعد لحظات نتيجة متغيرات مفاجئة وتصبح نادما على تأخيره، فهل كنت تتوقع قبل 21 سبتمبر أن تجبر على توقيع قرارات ضدك وضد البلد؟
فرصتك الأخيرة لمراجعة الأخطاء وبدء مرحلة جديدة مدروسة، وبصورة عاجلة لأن الزمن لا ينتظر وليلة القدر تأتي مرة في العمر، ما لم فانتظر الأسوأ وربما تصحو من نومك ومليشيا الحوثي تحاصر عدن، وهذه ستكون وصمة عار في جبينك للأبد!
* إلى دول الخليج:خدعوكم وغرروا عليكم طوال السنوات الماضية، وكاد الفأس الفارسي أن يقع في الرأس لولا لطف الله، وحان الوقت لكي تتداركوا ما فات وتعيدوا ترتيب أوراقكم في اليمن قبل أن يلتهمكم الطوفان الإيراني.
اليمن خط الدفاع الأول عن دول الخليج فلا تدعوها لقمة سائغة لطهران وتندمون حيث لا ينفع الندم، وهذا يستدعي منكم دعم شرعية الرئيس هادي، ومنح العمالة اليمنية في دولكم امتيازات خاصة لتخفيف المعاناة الاقتصادية عن جاركم الفقير حتى يستطيع الوقوف على قدميه.
لا تعولوا على أمريكا ولا تراهنوا على مجلس الأمن، وبإمكانكم وضع عقوبات خاصة بكم ضد حلفاء الحوثي، وكثير منهم لديهم استثمارات ضخمة في بعض دول الخليج بالمناسبة!
* إلى أحزاب اللقاء المشترك:المرحلة خطيرة وتقتضي الترفع عن الصغائر والأنانية، وإذا لم تشدوا أزركم في هذا المنعطف التاريخي الهام فأنتم ستحفرون قبركم وستلعنكم الأجيال لعقود.
لقاؤكم بحاجة إلى ميثاق شرف يلتزم به الجميع حيث لا يليق بهذا التكتل الوطني وجود أحزاب فردية لا تخجل من مناصرة انقلاب مسلح، ولا تلهثوا وراء حوار إذا كانت مخرجاته هزيلة.
* إلى عبدالملك الحوثي:ما بني على باطل فهو باطل، وأنت بنيت تحركاتك على ثورة لا أساس لها على الواقع وهذا نوع من الجنون، ومن تغدى بكذبة ما تعشى بها ولهذا كان سقوطك سريعا وقدمت تجربة سيئة للغاية على كافة الأصعدة، ومهم مراجعة حساباتك وإعادة ترميم بيتك الداخلي خصوصا وأن 80% من أتباعك انضموا إليك بعد احتلالك للعاصمة!
إيران لها حساباتها الخاصة التي تتنافى ومصالحك في اليمن، ولو أنك تخضع طلباتها للدراسة بما يتلاءم ويراعي الواقع اليمني وخصوصياته لما سقطت بهذه السرعة، لكن الغباء وغرور القوة أعماك عن رؤية مصالحك فضلا عن مصالح وطنك وأوقعك في الحفرة العميقة.
* وأخيرا إلى الحاج علي:من الحكمة عدم ربط حصانك جنب حمار المدبر.
* رئيس تحرير صحيفة الناس