سمية الفقيه
إلى متى سيظل اليمن رهن الوصايات والمراهنات والأمزجة المحلية والخارجية يا ترى؟ تساؤل فرضته علينا قتامة الأحداث الراهنة وسوداوية المشهد السياسي اليمني الذي يزداد حلكة يوما بعد آخر، ويزداد تشظيا واقتتالا لليمنيين في كل اصقاع الب?د، وتفكيكا لكل اواصر الاخاء والوطن الكبير .. طيلة فترة احتدام الصراع السياسي والاحترابي في البلد وتحت مسمى انقاذ الوضع الراهن والواهن من الانهيار، توالت علينا الوصايات والاتفاقيات بدءا بالمبادرة الخليجية ومرورا بالحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة ووصولا للبند السابع والانتهاء بالمشرع والمفتي والمحلل بن عمر ،الذي ورغم صولاته وجولاته بين الفرقاء السياسيين وطوال الفترة المنصرمة من الصراع السياسي المحتدم،إلا ان الاوضاع مازالت تتعقد اكثر ومازالت الانقاسامات تتمادى والانشقاقات والتشرذم يتوسع والاغتيالات تحصد الارواح والاجساد اليمنية دونما اي استثناءات. لم يجن اليمن من جمال بن عمر سوى التمحور حول وطن منهار ومفتت وارض تغرق في دماء ابناءها. ولم يجن الفرقاء السياسيين سوى ضراورة العداء بينهم وتوسيع شقة الكراهية والتناطح على من يحرق البلد اكثر واكثر. وعدم القبول بالآخر وتصفية الخصوم بشتي الوسائل الناسفة لكل قيم الوطنية والانسانية .. صار توجه بن عمر يتخذ منحى عكسي وقاعدة فرق تسد، وبات جليا للجميع المنحنى العكسي الذي اتخذته مهمته في اليمن والشاهد على ذلك اطالة عمر الصراع والفوضى ولعلعة الهمجية التي باتت عنوانا بارزا لمساعي التخريب في البلاد وليس التصالح السياسي الذي كان يتوقعه الجميع منه. حتى امد الحوار الذي طال مداه لن يخدم إلا ثلة الحوثي والتي اصبح بن عمر محللا ومشرعا لفوضويتها وانقضاضها على حقوق كل اليمنيين بدون اي مسوغ قانوني سوى قانون الغاب والبرابرة. أهل اليمن ادرى بشعابها ،وحكماء اليمن وعقلائها كثيرون، فلماذا نصر ان يكون الدخلاء من يقررون مصائرنا ونضع رقابنا تحت حد سيوفهم؟ بن عمر لن يكون اكثر حرصا على أمن الوطن وسلامته ووحدة اراضية وألفة شعبه منا نحن اليمنيين، وخصوصا ان كان له جولاته وصولاته في تفكيك دول مجاورة منها السودان وسوريا التي باتت آلامها نقشا على جرح غائر يتعملق فينا وخزا وانينا. لا قيمة للاستنكار والنحيب ولا طائل لدموع التماسيح في الظاهر بينما في الخفاء يتم اللعب من تحت الطاولات للابقاء على وضع العبث والهدم والكوارث على ماهو عليه، مما يدل على ان الوطن لا قيمة له وقد وصل لادنى مراحل الاسترخاص.وشرعنة بن عمر لدولة الميليشيات الملكية الحديثة لن يكون من نتائجه سوى اطالة الاحتراب وتفتيت وتفكيك الوطن اكثر واكثر وبالتالي وامام كل هذه المخاطر المحدقة يتوجب ولزاما على كل المكونات السياسية ان كانت لاتزال في عروقها ذرة دماء يمنية ان تصطف في خندق واحد وفي حوار وطني حقيقي لا رياء فيه ولا لؤم ولا تقاسمات ولا ولاءات بربرية. ان كانت فعلا تريد انقاذ بلادها من سعير الاحتراب والتمرغ في وحل العداوات والاغتيالات وتمزيق البلاد وانقاذ ملايين اليمنيين من بحار دم يتمرغون بها كل عشية وضحاها.والله من وراء القصد.