جاسر عبد العزيز الجاسر
لم يعد ما يجري في اليمن شأناً يمنياً محلياً بحتاً، بل تشابكت المصالح الإقليمية مع المصالح الدولية، وبدا واضحاً أن نظام الملالي في إيران يوظف أوراقاً عدة يحركها عملاؤه، كما في لبنان وسوريا والعراق والبحرين والآن في اليمن، الذي يظهر أنه استطاع أن يوظف أطرافاً عدة لخدمة مخططاته، والحوثيون ليسوا وحدهم في هذا الأمر، فبالإضافة لهم، استطاع ممثلو النظام الإيراني وعبر مندوبهم في الإمارات العربية الوصول إلى ابن الرئيس السابق علي عبدالله صالح العميد أحمد علي صالح سفير الجمهورية اليمنية في أبوظبي، وعبر هذه القناة نسج الإيرانيون العديد من التفاهمات، فالمعروف أن العميد أحمد علي صالح كان قبل أن يبعد سفيراً لليمن في الإمارات قائداً للحرس الجمهوري الذي كان يمثل منظومة عسكرية متقدمة من خلال تحويل جميع أفراده إلى قوات خاصة تدين في الولاء فقط للرئيس علي صالح وابنه، وأن ألوية هذه المنظومة العسكرية كانت منتشرة في كل أرجاء اليمن، وبعد التفاهم الإيراني مع علي صالح وضعت قوات الحرس الجمهوري وألويته تحت تصرف الحوثيين، وهذا يفسر سرعة استيلاء الحوثيين على المواقع العسكرية وسيطرتها على المحافظات الشمالية.
الآن تخلص الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي من تسلط الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح، الذي حاول أن يكرر فعلة الحوثيين ويحجر على عبدربه من خلال «فلوله» في الحرس الجمهوري، إلا أن رجال الرئيس الشرعي كانوا أسبق وأحبطوا المحاولة، وعلى الرئيس الشرعي الآن أن يواصل اجتثاث «فلول» علي صالح ويقضي على الحوثيين ويحرمهم من أي تمدد إلى الجنوب، ثم يصعد إلى المحافظات الوسطى لتطهير اليمن من نفوذ النظام الإيراني، وعلى الرئيس الشرعي أن يكون حازماً وواضحاً كما دول مجلس التعاون والدول العربية مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر الذي يفترض أن يكون عاملاً مساعداً على تثبيت الشرعية وليس الخضوع للجماعات الانقلابية وتنفيذ مخططات دول أخرى لا تهمها مصلحة اليمنيين، وهو ما يجب أن تعمل عليه دول مجلس التعاون الخليجي من دعم للرئيس الشرعي لجعل الممثل الأممي يعمل لمصلحة اليمن ويتجاوب مع ما يريده الرئيس المنتخب شرعياً من قبل الشعب اليمني الذي يمثل إرادته، أما أن ينفذ بنعمر ما يريده الحوثيون ويطلب إجراء استفتاء وانتخابات تكميلية لتنفيذ بنود الإعلان الدستوري الانقلابي للحوثيين، فهذا يجعله غير مؤهل ليكون وسيطاً دولياً، بل وسيط لفرض أجندة لا تخدم اليمن واليمنيين.
/نقلا عن صحيفة الجزيرة/