فيصل علي
من الصعب على هذا الجيل المتطلع نحو المستقبل ان يثق بالقيادات السياسية في اليمن من رئيس الجمهورية الى راكب الموتور حسن زيد.
الثقة لا تنتج عن فراغ سياسي، ولكنها تأتي من أداء متميز وتقدم في مؤشرات الاقتصاد والتنمية عموما .
لم يثق الاتراك بمختلف مشاربهم باردوغان وحزبه الا بعد ان انتعش الاقتصاد التركي واصبح المواطن هناك يجد فرصا في العمل والرفاهية اصبحت في متناول يده.
الرئيس هادي اتته الفرص كما لم تأتي لنبي ولا لكاهن ولا حاكم، لكنه لم يكن لديه مشروعا طموحا يمضي لتحقيقه وأتى على هيئة مفارع بين متخاصمين والمفارع بلا هدف لكن وظيفته إنهاء المشكلة .. هادي قبل هروبه لم يكن يجد الإجابة عن ماذا بعد ولذا لم نثق فيه لانه خذلنا فهل يجد الاجابة الآن لنمنحه ثقتنا؟
وصلت الأمور في عهده الى الاسوأ حتى وقع أسيرا تحت رحمة الميليشيات وشاصات الله القادمة من الكهوف المظلمة، كان مخطئاً في السماح لها بالتمدد من دماج الى صنعاء، لكن هناك من نصحه بالسماح لإجراء عملية قيصرية سريعة .. وحين القي القبض عليه كان الرجل "القابلة" الذي نصحه بهذا الجنون ينام على فراش وثير في دبي يقلب الذكريات.
انا لا اعول على الاحزاب السياسية برمتها لكني اعول على الشباب الفاعلين ميدانياً في تلك الأحزاب ، فقط استطيع ان اسجل هنا رسالة احترام للتنظيم الوحدوي الناصري وقيادته القادمة من ساحة الحرية وهذا هو الفارق بين عبد الله نعمان امينه العام وبين أمناء العموم الأخرين القادمين من حضن صالح الى حضن هادي ومن ثم الى حجر عبد الملك الحوثي.
المؤتمر الشعبي الثقة مفقودة في قيادته التاريخية، فلم يكن صالح على مستوى قيادة حزب ولا دولة ،وشباب الحزب مازالوا مرتبطين بمصالح ووعود صالح التي لن تتحقق، شباب المؤتمر بحاجة الى روح مغايرة لسياسة الحزب العقيمة التي تنتج متسولين لا قيادات حزبية ، وهذه تحتاج إلى معجزة لعلي لا اري لها أثرا الآن، ومع ذلك قد اكون مخطئاً واتمنى ان اكون كذلك وامل ان يوجد بينهم من يعيد الحزب الى العمل الحزبي بدلا عن اللهث وراء مصالح شخصية.
الإصلاح الذي يطالب افراده بالثقة بالقيادة اعتمادا على قواعد واركان حسن البنا الذي لا علاقة له بواقع الحزب اليمني الخالص الا ان قيادته تنشر تلك الأدبيات للبركة .. فهل تكون الثقة في القيادة الدعوية ام في القيادة السياسة؟
الثقة في القيادة الدعوية لا مشكلة فيها لانها تدعو الى اصلاح الذات وللنجاة من النار وهذا شئ عظيم جعله الله في ميزان حسناتهم، لكن الثقة في القيادة الساسية تحتاج إلى ابعاد ووسائل أخرى من بينها الرقابة والمحاسبة والنقد المتواصل، ان ارادوا عمل مؤسسي اما خلط مفاهيم دعوية بسياسية فهذا من باب الغش وخلط اللبن بالماء لا غير.
في السياسة الثقة ناتجة عن اداء ومؤشرات ومشروع وأهداف اما ثقة العميان فلا علاقة لها بالعمل السياسي والا صنعنا ديكتاتورية متركوعة مسبحة محوقلة.
شباب الحزب مطالبين بنقاش جاد داخل حزبهم للخروج برؤى واضحة ومحاسبة القادة الممنوحين الثقة عما لحق بالحزب من أضرار حتى يتسنى للشباب اعادة الثقة المنتهية في قياداتهم والتي مؤخرا تدهورت كثيرا.
الإشتراكي الذي عقد الكونفرنس مؤخرا ولم اجد في الكونفرنس سوى التسمية الانجليزية بدلا عن مؤتمر لم يتم تغيير الرؤية ولا الأهداف ولا شئ، مجرد اشخاص بدل اشخاص وهذا ليس تغيير تتطلبه المرحله ولم يكن تغييرا كما يريده الشباب في الحزب.
شباب الحزب الاشتراكي هم الأمل في حزب عجوز انتهت به السبل قبل سقوط عمران في أحضان الحوثي كحليف من الباطن ونظر قائد الحزب د. ياسين من الله عليه بالصحة والعافية لسقوط صنعاء بقوله انها عملية قيصرية سريعة، لم يكن يدري وهو المحنك سياسيا ان ايران لا عهد لها ولا ذمة .. كان المقابل بضعة مقاعد في حكومة الشهرين التي لم يكن لوجودها لازمة لانها مجردة من الصلاحيات وتحول سماسرة المعاملات في الوزارات الى لجان شعبية تحاسب الوزراء.
شباب الحزب الذين فقدوا الثقة في قيادتهم مبكرا وقبل غيرهم من شباب الاحزاب الأخرى عليهم ان لا يركنوا على تغييرات وخطط القيادة الحالية، والتي ليست سوى سكرتارية تابعة للرجل الرابض في قلب دبي ينتظر عبور مضيق هرمز ، عليهم اعادة النظر في كل قرار استراتيجي للحزب وان لا يتركوه للسماسرة الذين رموه من حضن الاصلاح الى حضن الحوثي الى حضن قباض الأرواح وهم قادرون على ذلك وثقتي بهم كبيرة لماىارى لهم من كتابات وآراء تستحق الإحترام.
شباب الصمود او شباب تنظيم انصار الله المخدوعين بقائد الثورة من الكهف واثقين من انه يفهم في كل شئ، ان كان هناك من فشل في مسيرتهم القرآنية فهي بسبب غبائه المطلق، ولذا عليهم ان يحاسبوه وان ينتخبوا قيادتهم بانفسهم وان لا يركنوا على السماء ووكلائها ،فالسماء بالتأكيد لم تصدر قرار الصماد بائع القات لان يكون مستشارا لرئيس الجمهورية، ولم تخطيء السماء بتعيين ابو علي الحاكم قائدا للانتصارات الوهمية، ولم تتدخل السماء في تنصيب محمد الحوثي رئيساً للجمهورية التي لا يعرف من اين "يجوا لها" .
اتمنى ان نجد شبابا في حركة الحوثي يركنون الى التعليم للخروج من الثقة المطلقة بالسماء وآل ها الطيبين الطاهرين، فالتعليم هو وحده القادر على اخراجهم من وهم خرافة مظلومية آل البيت التي تقضي عليهم وعلى مستقبلهم ، وليعلموا اننا جميعا ال بيت اليمن لا سواه وهو شرفنا الوحيد بعيدا عن الأديان والمذاهب والسلالات.
عموما الثقة في القيادات السياسة مسألة يحتاج لها وقت ويحتاج لها عمل ملموس اما كثرة الخطابات وقلة العمل فهو هذيان ليس إلا .
من يريد منا ان نثق فيه فليكن خادما للشعب نازلا عند رغبة الجماهير وليضع ايدلوجيته في الحمام ويشد عليها السيفون باقوى قوته ، اما من يحملون معهم خصوماتهم واحقادهم وحروبهم ومشكلاتهم العاطفية ويفرضونها على هذا الجيل فلا مكان لهم بيننا، ولا ثقة لهم عندنا وبيننا وبينهم الميدان في كل حزب وفي كل انتخابات قادمة.
يا قيادات العمل السياسي لن تنالي الثقة حتى تقبلي اقدام هؤلاء الحفاة العراة الفقراء الذين يجوبون الشوارع يحملون الوطن في قلوبهم وتحملون الشيكات في جيوبكم ، من اراد الثقة فليتنازل لاجل الشعب وليخدم الشعب وليتخلص من ماضيه ويضع يده في يد المستقبل والمستقبل هو انتم ايها الشباب في ارجاء وطننا الحبيب.