الأرشيف

(عبده) غلط في الحساب

الأرشيف
الثلاثاء ، ١٧ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٠١:٢٢ مساءً

عبدالرقيب الهدياني


لم يكن عبدالملك الحوثي ومن معه يعتقدون أن حماقاتهم ستقابل بكل هذه الردود القاسية محليا وإقليميا ودوليا، الأقاليم والمحافظات اليمنية تعلن مقاطعتها للمركز الذي سطت عليه الجماعة والسفارات تغلق أبوابها وتسحب دبلوماسييها، والشعب ينتفض.

لقد انقلبت حسابات عبدالملك وانطفئ نور الحكمة لدى حوزات ومرجعيات الجماعة في الداخل والخارج ، واهتزت الأرض في كل شبر منها رافضة الانقلاب المسلح الذي قامت به الميليشيا القادمة من كهوف الماضي معتقدة أنها قادرة على تطويع الحاضر والسيطرة على المستقبل .
عبده غلط في الحساب عندما قبل وجماعته أن يكونا أداة انتقام بيد رئيس مخلوع ، ولافتة ثورية تدثرتها عائلة صالح لتحرق الأخضر واليابس في هذا البلد الذي رفض شعبه أن يخضع لهم وأعلن بصوته المسموع لكل الدنيا (الشعب يريد اسقاط النظام)، لم يعد علي عبدالله صالح وأبنائه قادرين على حكم اليمن لكنهم وجدوا من يكون مطية للانتقام والأذية ضد الشعب الذي ركلهم إلى مزبلة التاريخ دون رجعة، وقد قال أحد الفلاسفة (في سعيك للانتقام أحفر قبرين… أحدهم لنفسك…).
وكم هو مؤسف هذا الإفتئات على الله سبحانه وتعالى أن تسمي جماعة نفسها نصيرة لله وتحارب الفاسدين لكنها في الواقع تمثل رافعة لحقد وبشاعة عدو اليمنيين الأول وأفسد الفاسدين.
لا أدري هل كان في (أنصار الله) رجل رشيد يتبرع لنصيحة مراهق مران وجماعته التي للتو بدأت (ألف باء) سياسة، أن السلاح وحدة لا يبني دولة وأن القوة وحدها لا تصنع استقرارا، وأن الإكراه سقط من حسابات الشعوب .
قراءة عابرة في الخارطة اليمنية والإقليمية والدولية ووسائل الإعلام والرأي العام المنادوئ والمندد بما أقدم عليه الحوثيون ، يتجلى كم أن هذه الجماعة حمقاء وهي تعتسف سنن الحياة ودورات التغيير وأبجديات السياسة معتقدة أن تمددها من كهوف جبال معزولة عن الحداثة لتقتحم عاصمة اليمن الكبير ومحافظاته المتحضرة كاف لإعلان الولاء لها.
يدرك اليمنيون أن الجماعة التي عنوان صرختها وشعارها موت ولعنات لا يمكن أن تكون قاطرة حياة وأمن واستقرار لبلدهم، وسلاما لمحيطه الإقليمي.
هاهي المدن اليمنية تنتفض بمسيرات رافضه لجماعة الحوثي ومثلها الأقاليم الحيوية والمهمة (عدن وحضرموت وسبأ والجند) تلتئم في حاضرة الجنوب لتعلنها مدوية: يسقط الانقلاب ولتسقط الميليشيا الغاشمة واليمن لا يحكمه إلا التوافق وهو أكبر من أي جماعة وأي حزب.
وبهكذا تحرك تكون الجماعة في عزلة شاملة محليا وإقليميا ودوليا، وتزيد القبضة حول عنقها فتحدث الوفاة المبكرة، وهذا عاقبة المغامرين الذين يخطئون الحسابات ولا يتعلمون من سنن من قبلهم.
وأخيرا أهمس في أذن القيادات المدنية والعسكرية بمناسبة عيد الحب وفي هذا المنعطف من تاريخ وطننا بمقولة الفيلسوف (جان روسو): إن الحرية مع الخطر أفضل من السلام مع العبودية.

 

/14 اكتوبر/

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)