محمد عبده العبسي
يحاورون الأحزاب في موفمبيك.
ويقررون بمزاجهم في القصر الجمهوري.
مستشارهم يتملق السعودية أمس
وناطقهم يتهمها بتمويل الإرهاب اليوم!
ناطقهم قال ضمنيا أمس للدول التي أغلقت سفاراتها: طز! اليوم يتوسلها تحري حقيقة الوضع ولسان حاله: "يا منعاه"!
يحشدون لمعركة مأرب
يخوضون حربا في البيضاء
يتظاهرون سلميا في مدينة تعز
ويقمعون بالرصاص المتظاهرين في إب
وقبلها الحديدة.
ثلاثة شبان في إب اصيبوا بالرصاص الحي عند احتجاجهم سلميا.
لا شيء يدعو للاستغراب
هذه مسيرتهم وهذا هو سلوكهم.
يدينون سيطرة القاعدة على لواء عسكري في شبوة ونهب سلاحه، وهم الذين أقدموا على أكبر عملية نهب لمؤسسة الجيش في تاريخ اليمن الحديث.
أدانوا رفض علي محسن تحويل الفرقة الى حديقة. والآن حولوها إلى معتقل.
أدانوا اخونة الدولة، وشرعوا بشراهة في ملشنة الدولة!
وكانوا ليصفقوا لعارف الزوكا لو أن رحلته توجهت إلى طهران، أما الذهاب للسعودية فتلك عمالة وخيانة وطنية.
كانوا ضد الاعتقالات، والآن يرتكبونها كل يوم بالجملة والتجزئة.
كانوا ضد قمع مظاهرة بالهروات وخراطيم المياه. والآن، يطلقون الرصاص الحي على المحتجين.
كانوا ضد "دهف الناشطات"، والآن يركلون ويعتدون ويصمونهن بالعهر والتفلت!
كانوا مع حرية الصحافة والتعبير.
كانوا مع حماية حق الاقليات الدينية
كانوا وكانوا والآن صاروا النقيض البشع لكل ما تظاهروا انهم ضده، او معه، من سلوكيات وقيم.
ورغم كل ذلك ما زالوا ضحايا
ورغم كل ذلك ما زالوا المظلومون
يرحبون بجهود جمال بن عمر وفي الوقت نفسه، هم ضد التدخل في الشأن اليمني، وكأنه "مندوب اللجان الشعبية" في الغولة وليس ممثل ما يسميه الحوثي نفسه "قوى الاستكبار!"
خذوا هذه العينة.
لا بأس من بعض التفاصيل:
اليوم، دعا في بيانه محمد عبدالسلام دول العالم بأدب وتواضع جم إلى تحري حقيقة الاوضاع في اليمن، و"عدم تصديق الإعلام المضلل".
كيف يتحرون الأوضاع وقد أغلقت سفارتهم اصلا? وهل اقدموا على هذه القرار الصعب، إلا بعد تيقنهم من قتامة الوضع وخطورته
سيقولون السعودية اقنعتهم.
أرد لماذا إذن لم تنجح السعودية في سوريا التي تشهد حربا كونية كما يقولون، بينما نجحت في اليمن. ذلك أن عدد السفارات في سوريا اكثر بكثير منها في اليمن، والأوضاع فيها مستقرة كما تزعمون!
عدا ذلك ادعوكم الى مقارنة بين نسختين من شخص واحد: قارنوا فقط بين بيان يوم الاحد ببيان يوم الاثنين!
الأول نخيط
والثاني توسلي
الأول يقول للعالم طز
والثاني يقول نحن ضحايا
لا تصدقوا من يدعمون الارهاب.
قبل 24 ساعة قال محمد عبدالسلام نفسه بتعال من لا يهتم ولا يكترث بخطوة إغلاق السفارات بالحرف "وكأن الدنيا ستنتهي، اذا اغلقت سفارة هنا أو سفارة هناك"، حتى أنه اتهم مجلس التعاون و"دول الاستكبار بابتزاز انصار الله"! واليوم يدعوهم، بتواضع وادب الى تحري حقيقة الوضع.
ويستمر الجنان.
* صفحة الكاتب على الفيس بوك