حمدان الرحبي
يبدو الامر مريبا ومبعث استغراب ..
لماذا اعلنت اميركا وبريطانيا والامم المتحدة والاتحاد الاوربي وغيرهم اغلاق مكاتبهم وسفاراتهم بصنعاء في هذا التوقيت ?!.
وما علاقة اغلاق السفارات بموقف دول الخليج الرافض للحوثيين ?!.
وهل يعني ذلك سحب شرعية الامر الواقع عن الحوثيين ?.
عند العودة لاحداث صنعاء سنجد ان الوضع الامني كان اسوء مما يحصل اليوم ..
21 سبتمبر 2014 اقتحم الحوثيون صنعاء وشهدت شوارعها معارك عنيفة استخدم فيها الاسلحة الثقيلة والمتوسطة وانتشار المليشيات ونهب اسلحة الجيش والامن ..
وفي 20 يناير اقتحام دار الرئاسة والقصر الجمهوري
وفرض الاقامة الجبرية لقيادات الدولة .
ومع ذلك لم تعلن اي سفارة اغلاق ابوابها بل استمرت واشنطن وبنعمر في دعم وتشجيع الحوار مع الحوثيين رغم ما ارتكبوه من عملية انقلاب ضد الدولة .. .
مرت اربعة اشهر منذ سيطرة المليشيات على صنعاء وعلى مقاليد الحكم ولم تعلن اي سفارة او دولة سحب سفيرها او تعلن موقف قوى يواكب الحدث ..
هناك روايات متعددة عن السبب الرئيسي الذي دعا الدول الكبرى لاغلاق سفاراتها بصنعاء ..
اولها ضرب دول الخليج بالحوثيين ووضعهم بين كماشة الشيعة حزب الله من الشمال والحوثيين جنوبا وفق اتفاق سري بينها وبين ايران يتضمن تسليم اليمن لايران بدعم من قوات الحرس الجمهوري والموالين لعلي عبدالله صالح ونجله احمد علي واتباعهما..
وهناك رواية مفادها بان السبب يكمن في قرار دولي بعزل الحوثيين دوليا وعدم اعطائهم اي صفة شرعية عبر التمثيل الدبلوماسي للدول ..
وهناك رواية ثالثة بان السبب مرتبط بتوقعات استخباراتية بحرب اهلية في البلاد بعد تمسك الحوثيين بالسلاح لفرض الامر الواقع .
في المحصلة الاخيرة لا يمكن متابعة المشهد اليمني بمعزل عن اللعبة الدولية وخيوطها وتقاطعها مع مصالح الدول الكبرى اميركا وفرنسا وبريطانيا والمانيا في مقابل روسيا وايران وسوريا .
وكالعادة يبقى اليمن وشعبه هو الضحية واحدى اوراق اللعبة العالمية ..