هشام الهلالي (مصر)
ما يحدث في اليمن، ليس له عنوان سوى المهزلة السياسية، فها هي عصابة مسلحة مدعومة من دولة خارجية، ورئيس ثار عليه اليمنيون وخلعوه، تستولي على مقاليد السلطة بقوة السلاح وشغل العصابات والبلطجة، ثم يستمر الهزل، ليصل إلى الاستيلاء على أسلحة الجيش، ونقلها إلى عمران، ثم عزل نصف المحافظين، وتعيين محافظين مكانهم من دون أي سند قانوني، سوى قوة السلاح والبلطجة، ثم الاستيلاء على أموال البنك المركزي.
ويستمر مسلسل العبث والتهريج، ليصل إلى خطف مساعد رئيس الجمهورية، وإطلاق تهديدات متوالية لرئيس الدولة للخضوع لمطالبهم (أربعون ألف وظيفة ونائب لكل وزير في الدولة من دون أي مبرر قانوني أيضاً)، ولما لم يستجب الرئيس، حبسوه في منزله وحاصروا المنزل! وعندما قام الطلبة والشباب بتظاهرات سلمية، يوم الجمعة الماضي، في شوارع اليمن، اعتراضاً على ميليشيات الحوثي المسلحة، واستيلائها على السلطة، أطلق عليهم أفراد العصابات لقمعهم وضربهم واعتقال الناشطين منهم.
بعد ذلك، يخرج كبيرهم الذي علّمهم البلطجة والكذب، عبد الملك الحوثي، ليدعو القوى اليمنية للحوار! كل هذا يحدث بدعم إيراني، يفاخر بأنه "حرر" أربع دول عربية! وقد جاء هذا التعبير على لسان مسؤول إيراني كبير، ولا ندري حررها ممَّنْ؟
يحدث هذا في ظل صمت عربي وخليجي غير مفهوم، على الرغم من التهديد المباشر الذي يمثلة الوجود الإيراني على حدود السعودية الجنوبية، فإيران لن تتوقف عن دعم أي وجود شيعي في أي بلد عربي، لأهداف طائفية ومذهبية خالصة، دائماً ما تتعارض مع المصلحة الوطنية لهذه البلدان.
والحقيقة أن هذا التمدّد الإيراني في المنطقة، ما كان له أن يحدث، لولا غياب مصر القوية والفاعلة، التي غيابها يضعف مناعة الجسد العربي، ويجعلة مستباحاً وضعيفاً، بينما استردادها دورها وعافيتها يوقف كلاً عند حده، ويضبط توازن القوى في المنطقة.
* العربي الجديد