الأرشيف

اليمن إلى أين؟

الأرشيف
الأحد ، ٠١ فبراير ٢٠١٥ الساعة ١٠:٣٦ صباحاً

هاشم عبدالعزيز


اليمن إلى أين؟ السؤال هكذا ليس جديداً، لكنه استجد لا بتداولات المراقبين والمتابعين والمهتمين والمحللين للشأن اليمني وحسب، بل وفي وطأة من المرارة والمخاوف والقلق على ألسنة ونفوس اليمنيين الذين فوجئوا ب"انقلاب" الأوضاع من حال المراوحة التي مرت بها البلاد منذ بدء العملية الانتقالية إلى عودة الأزمة السياسية المفتوحة على المجهول .

والواقع أن "الوضع السياسي الراهن ينذر بكارثة حقيقية إذا لم تتحمل القوى السياسية التي وقعت على اتفاق السلم والشراكة مسؤولياتها في التوصل إلى موقف واضح يجسد مضمون هذا الاتفاق لإنهاء الخلاف بين أطرافه والذي أدى إلى استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وكذا استقالة الحكومة" حسب رأي الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي أكد: "أن ما وصلت إليه البلاد هو محصلة طبيعية لمقاومة تنفيذ الاتفاقات المختلفة فالقوى التي تجد نفسها قادرة على التعطيل لم تتردد في ممارسة ذلك" .


واللافت أن المعطلين هم من مشارب مختلفة يلتقون بأعمالهم على الحسابات والمصالح الخاصة وهم تعاملوا مع العملية الانتقالية كفرصة أمام تحقيق غاياتهم أو إبقائها مراوحة ومفتوحة على زمن الفرص الضائعة .

لقد كان للمعطلين للعملية الانتقالية "إنجازاتهم" وهم ل"تواضعهم" لم يدعوا إنجازها بل رموا بها على غيرهم، وبخاصة الرئيس عبدربه منصور الذي تحمل المسؤولية وتحمل مع الأسف حملات اتهامه .


وما كان معروفاً هنا أن التعطيل لم يقتصر على الاتفاقات وفي أبرزها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وآخرها اتفاق السلم والشراكة بل هم - المعطلين - وفروا المناخ الملائم لتدهور الأوضاع في البلاد المعيشية والأمنية وسدوا منافذ ومجالات التنمية وعرقلوا فرص العمل بإشاعة الأوضاع غير المستقرة وزاد على ذلك "الأعمال المثيرة للنزاعات الطائفية في انحراف باهتمام المواطنين بقضاياهم وهذه في الإجمال لم تؤد إلى إصابة الدولة بالشلل ودخولها نفق الانهيار، بل أدت إلى إصابة ما اعتبر النموذج اليمني في معالجة الأزمات بالمقتل لتبدأ الردة من العملية الانتقالية إلى الأزمة وكما لو أن ما جرى منذ البدء بتنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية كان أشبه بإملاء إناء مثقوب بالماء . . ولكن ما النتيجة؟


عند هذه النقطة يكون مناسباً التوقف ولو لمجرد الإشارة إلى هذه المفارقة بين الجهود الدولية تجاه الأزمة السورية والأزمة الليبية التي تقوم على جمع الأطراف المتصارعة وبين هذه الردة اليمنية التي تعيد إدخال البلاد مجدداً في أزمة سياسية خانقة وخطورتها كارثية فأي تفسير لهذه المفارقة؟ هل استنفد السوريون والليبيون نوازع صراعهم المدمر في مقابل استنفاد اليمنيين عوامل وحوافز وفاقهم؟ أم أن المفارقة تعبّر عن حاجة أطراف دولية لهذه اللعبة المزدوجة؟ في أي حال ما زال هناك أمل استعادة زمام العمل أولاً لإيقاف التداعيات المتسارعة وهذا يبدأ بوضع نهاية للاتهامات المتبادلة .


ثم التركيز على القضايا الأساس التي من شأنها إعادة إطلاق العمل لإنجاز العملية الانتقالية بوتيرة عالية وموفقة، وهذا يوفره اتفاق السلم والشراكة الذي أرسى قواعد الوفاق .


وفي ظل ما يجري من تداولات حول الخروج من الأزمة أجد أن وجهة النظر التي طرحها الدكتور ياسين سعيد نعمان صادقة وصائبة ومع أنها موجزة لكنها استوعبت ما حدث وطرحت ما يمكن وصفه بمسار المواجهة .


يقول نعمان: "أناشد كل الأطراف أن تحتكم في اللحظة الراهنة لصوت العقل ولمصلحة هذا الوطن ولابد أن تتحمل الأحزاب والقوى التي وقعت على اتفاق السلم والشراكة مسؤولياتها التاريخية في الوقوف أمام قضايا الخلاف بمسؤولية كاملة وتنطلق في هذا مما تم الاتفاق عليه في بيان ذلك الاتفاق بتاريخ الأربعاء 21 يناير/كانون الثاني ،2015 وتضع جدولاً زمنياً لتنفيذه يكون ملزماً للجميع مع تحديد مفهوم واضح لموضوع الشراكة . . في ضوء نصوص اتفاق السلام والشراكة" .


لا مخرج أمام اليمن غير التوافق لإنجاز مهام هذه المرحلة والوصول بالبلد إلى الخيار الديمقراطي، وما عدا ذلك فإنه لن يكون أمامها غير طريق مجهول يعج بالأخطار والكوارث" .

/الخليج/

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)