عباس الضالعي
مثل سقوط قبيلة حاشد بيد جماعة الحوثي الموالية والمدعومة من إيران بداية لسقوط النظام الجمهوري والسياسي وهو ما حدث أخيرا ، لم تكون حاشد مجرد مساحة جغرافية بقدر ما تمثل خط الدفاع الأول للجمهورية وللنظام وتاريخها شاهد علي ذلك ، فقد كانت هي منبع ثورة 26 سبتمبر بقيادة آل الأحمر وهذا احد أسباب الحقد علي حاشد من قبل جماعة الحوثي ..
سقوط حاشد لم يكون بالأمر السهل علي اليمن والنظام - أي نظام - وهذا السقوط كان بفعل عوامل محلية وإقليمية ودولية ، العوامل المحلية تمثلت عند التقاء حقد الرئيس السابق علي صالح ورغبته بالانتقام من أولاد الشيخ عبدالله الأحمر مع حقد جماعة الحوثي التي تعتبر الامتداد لبقايا نظام ما قبل 26 سبتمبر 1962، إضافة ألي رغبة الحاكم الضعيف عبدربه هادي الذي أراد التخلص من حلفائه نزولا عند " نزوات " وهمية ..
اجتمعت هذه الأحقاد عند ضرورة التخلص من آل الأحمر أو علي الأقل أضعافهم وهو ما حصل ، بإضعاف آل الأحمر لم يخسروا كثيرا وإنما خسرت اليمن وحاشد ، آل الأحمر خسارتهم مادية ومعنوية أما اليمن فقد خسر جبهة الدفاع القوية عن النظام الجمهوري ، وخسارة حاشد تتمثل في إفراغها من مكانتها وهيبتها وتحولها إلي تجمع مبعثر خاضع منزوع الهيبة والفعل بعد أن كانت صانعة الحدث وفاعل قوي في المجتمع والدولة والنظام ..
سقوط حاشد فتح شهية جماعة الحوثي لمواصلة السير نحو مركز صناعة القرار ، وتحقق له ذلك نتيجة انعدام التوازن علي الأرض الذي تمثل بخروج قبيلة حاشد من المشهد الفاعل والمؤثر وتحولت إلي تابع ضعيف ليس لها من الأمر شيء ..
من أرادوا أضعاف أولاد الشيخ الأحمر لدوافع انتقامية وسياسية هم حفروا قبور نهايتهم بأنفسهم أولا ، وقد أثبتت الأحداث ذلك ، فخيانة هادي وتواطئه مع جماعة الحوثي وهو الذي فتح لها الطريق إلي صنعاء وفرش لها الأرض ورودا للوصول إلي منزل الشيخ حميد واللواء علي محسن والسيطرة علي ممتلكاتهم، كل هذا لم يستمر طويلا حتى ارتدت أعقاب بنادق الحوثي إلي صدر هادي ولم تتوقف عند هذا بل وصلت إلي غرفة نومه واحتجزوه وأهانوا كرامته وركلوه وضربوه وأذلوه ولم يلقي أي تعاطف من الشعب أو القبيلة بما في ذلك قبيلته ، بينما أولاد الأحمر فقد تحولوا إلي رموز وطنية ونضالية وخسارتهم لم تكون جديدة ، لأنهم خاضوا مواجهة ومعركة دائما تكون النتيجة فيها أما النصر أو الهزيمة مع فارق في المضمون هزيمة من اجل الحق هي وسام شرف وفخر لهذه العائلة ، ومن تواطئوا في خيانة حاشد وأولاد الشيخ الأحمر من قبيلة حاشد هم يعضّون أصابعهم اليوم ندما وحسرة ووصل الأمر عند بعضهم إلي البكاء نتيجة ما لحق بهم من إهانات من قبل جماعة الحوثي والتي وصل بهذه الجماعة إلي ممارسة " اللطم " لسبب بسيط أنها تنظر لهم كخونة ومتواطئين ولا يستحقون الاحترام ..
المال الخليجي كان هو العنصر الذي أسهم بإسقاط حاشد وسبب ضخ تلك الأموال معروفة وقد لقي بعض الأطراف الإقليمية والعناصر التي ساهمت بتلك المؤامرة حقها!! ..
حاشد سقطت ولم يسقط آل الأحمر ولم تنكسر إرادتهم النضالية ، فهم لازالوا القوة الفاعلة وسيكونوا هم البركان القادم لقيادة حاشد لتحرير اليمن من سيطرة المليشيا الإيرانية علي اليمن ..
سقط المتآمرون ولم يبقي سري إسقاط آثارهم ونتائج فعلتهم .. الأيام حبلي بالمفاجآت ..