مندب برس - محمد العمراني
كتب الكاتب اليمني محمد العراني:
يضرب قاعدة السياسة تحت غطاء الشراكة في فهم عجيب لمبدأ الشراكة عبر تفاوضات السلم والشراكة .ينتهك فكرة الدولة والوظيفة العامة تحت دعوى مكافحة الفساد . يفخخ المجتمع بالثأر وافتعال الصراعات ويفكك القوى الاجتماعية بحجة مكافحة الإرهاب !
يطارد الحركات الشبابية والمنظمات الاجتماعية والاحتجاجات بعنوان إيقاف الفوضى ! وسيدمر النسيج الوطني تحت شعار الحفاظ على الوحدة الوطنية ومؤامرات التقسيم !أما الاقتصاد الوطني فقد أصبح خبرا بسيطا مثل أن مرتبات الشهر الجاري ستصل في موعدها يعتبر علامة فارقة في تعافي الاقتصاد وتواجد الدولة . لجان ثورية تصادر الدولة وتمنع الوزراء من أداء أعمالهم من أجل الرقابة ،
لجان شعبية تغتال الأمن وتلغي المؤسسة العسكرية للحفاظ على السكينة ، لجان مظالم توقف عمل أقسام الشرطة وتهين ضباط الكليات العسكرية وتقضي على رمزية الدولة دون أبسط مؤهلات رجل القسم ، من أجل الإصلاح بين الناس !!.
أما الشعب فقد صار شعبين ، شعبا يسمع ويطيع وهو الشعب العظيم ، وشعبا رافضا يشكل 80% من عدد السكان يسمى شعب فوضوي .شركاء العمل السياسي هم بين حزب إرهابي وآخر عميل وثالث فاسد ورابع متآمر على الوطن . الصحفيون مرتزقة والمثقفون يعملون لأجندات مشبوهة وطلاب الجامعات حزبيين حاقدين ومغرر بهم .القبيلة التي تعارضه قوة نفوذ خطيرة على الدولة والجيش الذي يرفضه هو جيش ولاءات غير وطني ،
وكل رأس مال متمرد على سلطانه فهو رأس مال مصادر لأنه مال فاسد ، ولذلك فهو يصادره لصالحه حتى لاتتسخ به الخزينة العامة !. بدل الديموقراطية لديه الولاية ، وعوضا عن الحرية يعزز فكرة الاصطفاء ، أما الانتخابات وقرار الشعب فحل مستورد والحل الأصلي هو الحق الإلهي . نقل الصراعات السياسية إلى مستويات الصراع الوجودي ، واستعاض عن الجندي بالمجاهد ،
وعن المواطن بالرعوي وعن المدرسة بالحوزة وعن الجامعة بالثكنة والمترس . كانت الدولة هشة فقضى عليها كليا ، وكان المجتمع يلجأ إلى العرف فأتى على كل عرف ومعروف .كل مالدينا الآن ، دولة في المعتقل و بلد على حافة الموت ، وملايين من البشر في العراء تحت أقدام المقامرين ، و محاربين لاوظيفة لهم سوى الحرب ، يقتلون ويموتون !قيادة بلا خيال أو مسئولية وجنود بلا بصيرة ، وحوار أطرش بلا ضمانات سوى الرهان على أخلاق الغزاة !!