حبشي رشدي
الظروف اليمنية الراهنة حبلى بالأحداث، وربما المفاجآت، فعودة شطريها إلى انفصال أصبح واردا أكثر من أي وقت مضى، وعودة نظام الرئيس اليمني السابق أيضا أصبحت واردة، إذ أن الرئيس السابق وقع تعهدا للتخلي عن السلطة، دون أن تنفك ارتباطاته لا بالجيش، ولا بأجهزة الدولة، ولا بالحياة الحزبية، بل أن الكشف عن تنسيقه التكتيكي مع الحوثيين إلى حد إسقاط الدولة في فراغ رئاسي وحكومي تنفيذي كانت لعبته التي أدارها بخبث، وقصره الذي لا يفرغ من زوار من الأطياف كافة، وكما يذكر ذلك معارضون يمنيون في برامج التوك شو بفضائيات عربية، دليل على تطلعه للعودة بشكل أو بآخر، وهو ربما ما ستكشف عنه الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، ومن ثم فقد ترتد عقارب الساعة في اليمن لا إلى شهور وسنوات قلائل خلت، بل إلى عقود، فالحوثيون يسيطرون على مفاصل الدولة من جهة، وقبائل يمنية تتأهب لمقاتلتهم من جهة أخرى، إن هم توغلوا إلى حيث تتمترس هذه القبائل اليمنية التي ترفضهم وتتوعدهم، ومن ثم فاندلاع حرب طائفية ليس مستبعدا، والأحوال بلغت حالة من التعقيد يصعب معها توقع استقرار قريب في هذا البلد العربي الذي أصبح مسرحاً لصراع إقليمي ودولي
إزاء كل هذه المعطيات فليس هناك فرص وافرة لنجاح المبعوث الأممي في مهمته، فصناعة الفوضى في اليمن وصناعها قد يطيحون به، وقد يزاح الرجل إلى الأبد بتدبير الذين استمرؤوا البقاء في السلطة لسنوات طوال، والكتابات التحليلية التي تربط بين المسألتين السورية واليمنية لا ينبغي تجاهلها أو تكذيبها أو الاستخفاف بها، فيما المنطقة التي صارت تشبه الرجل المريض تعاني كثير من دولها انكفاءات داخلية، معها يصبح من المتعذر لجم الفوضى والفراغ في اليمن، ومن ثم فتوقع «الصوملة» في اليمن له ما يبرره.
/الوطن القطرية/