من هذه الأرض الطاهرة، وفي هذا اليوم المهيب، الذي يأتلف فيه المسلمون سواسية على شِرعة قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾
وعلى هدي المصطفى ﷺ الذي قال في خطبة حَجّة الوداع: «يا أيها الناس، إنَّ رَبَّكُمْ واحد، وإنَّ أَبَاكُمْ واحد، لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ على عَجَمِيٍّ، ولا لِعَجَمِيٍّ على عَرَبِيٍّ، ولا لأَحْمَرَ على أَسْوَدَ، ولا لأَسْوَدَ على أَحْمَرَ، إلا بالتقوى»
من على صعيد عرفة، نرفع أكفّ الضراعة إلى الله جلّ شأنه أن يمنّ على يمننا الغالي بالأمن والاستقرار، وأن يُعجّل له ولأبطاله بالفرج والنصر، وأن يجمع شتاته، ويُطفئ فيه نار الفتنة الاستعلائية الحوثية، والعنصرية، والمناطقية، البعيدة عن الرسالة السماوية السمحة، والفطرة السويّة.
أقف بين جموع الحجيج، متأملاً عظمة هذا المشهد الإيماني، حيث يسود النظام، وتُبذل الجهود بهدوءٍ وهمّة، في تناغمٍ قلّ نظيره وخدمات استثنائية، تُشعِر كل حاجٍّ بالسكينة والأمن والاطمئنان… فجزى الله خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وكل العاملين على راحة ضيوف الرحمن، خير الجزاء، وسدّد على طريق الخير خطاهم.
وأتقدّم بأصدق التهاني والتبريكات لأبناء شعبنا اليمني الكريم الصابر، داخل الوطن وخارجه، سائلاً الله أن يعيد عليهم عيد الأضحى المبارك وهم في حالٍ أفضل، وقد تبدّلت المحنُ أفراحًا، والشدائدُ طمأنينةً واستقرارًا.
كل عام وأنتم بخير، وتقبّل الله منّا ومنكم صالح الأعمال،،
