مشكلة اليمن ليست مع الحوثي أو بيت حميد الدين، أو بقية الأئمة المجرمين؛ الذين تناوبوا على إذلال اليمنيين، ونهب ممتلكاتهم، فهم مجرد ثمار فاسدة لشجرة مؤذية، وما أن تسقط واحدة تنبت الأخرى.
مشكلتنا الأزلية والمستمرة هي مع العقائد الزيدية العنصرية؛ التي تُعد المجرمين، وتمنحهم الوقود الفكري لاِمتهان الناس، وتعطيهم الصكوك المقدسة للتسيد على اليمنيين، وتوفر لهم الغطاء الديني لذبح الخصوم، تحت صرخات أسماء الله وصفاته الحسنى.
العقائد الزيدية هي التي قسمت اليمنيين إلى سيد مقدس؛ وجبت طاعته والانقياد له والخضوع لذريته، وقبائل زرع ورعيه؛ يعملون لدفع الإتاوات، وعسكر؛ يُدافعون على الولاية؛ يَقْتُلُونَ ويٌقتلون في سبيلها، وعيال السوق وهو مصطلح عنصري بشع، يقصدون به التقليل والتحقير من مكانة اليمنيين الأفاضل الذين يعملون في المهن المهمة للمجتمع، كالجزارة والفلاحة والحدادة والبيع والحلاقة والنظافة" وهو الأمر الذي أدى إلى إقناع كثير من اليمنيين بعدم تزويجهم أو الزواج منهم أو القبول بهم بمواطنة كاملة.
وبموجب تقسيمات الأئمة الأشرار، ظلت العنصرية تطحن اليمنيين وتنهب ممتلكاتهم، وتجرهم وتجرجرهم إلى الماضي السحيق. وما أن يتنفسوا بتولية أحد منهم، إلا وقفزت السلالة - من جديد - لتخريب ما بُني، ونهب ما جُمع، وتشريد من رجع من اليمنيين.
في الوقت الذي تطورت فيه كل دول شبه الجزيرة العربية، وصعدت إلى المجد والرفاه، ظل اليمن يصارع السلاليين كالمصاب بالجرب، في مستنقع لزج من العقائد المسمومة، والمرويات السوداء، والمشاريع الظلامية.
كل يوم وشهر وسنة، يخدرون ويسممون بلاد اليمنيين وحياتهم، بقصص هل الحسين على حق أم يزيد، وهل أبناء الحسين هم الأحق بالتسيد على رقاب اليمنيين أم عيال الحسن، وبخرافات الشيعة والعلوية وما يُمسى بآل البيت!
لا دخل لليمنيين بالحسين أو الحسن، أو بقريش كلها، فتلك أمم قد خلت، ورحلت.
لن ينجو الشعب اليمني إلا بتخليص بلادهم من سموم العقائد الزيدية العنصرية، ولذا أدعو كل حامل قلم، وكل يمني قادر على الإسهام في حملة خلاص اليمن من العقائد المسمومة، أن يبدأ من الآن ومن مكانه وموقعه، بالتوعية؛ سرا أو جهرا؛ بالكلمة بالموقف، بالإيماء، بالكتابة بالنشر، بالتوزيع، بالنكتة، بالسخرية، بالرفض، حتى يكون لكل يمني طوبة مضيئة في بناء اليمن الجديد، وشمعة تنير وديان وجبال اليمن القادم، ووردة تعطر بساتين وحدائق ومنازل اليمنيين.
لن ينجو أي يمني وما زالت أدخنة عقائد السلالة مسيطرة على سماء اليمن، وخناجرها حية تُزرق وتنهب، وتجول وتصول في سماء وأرض وبحار اليمن الكبير.
لننزعها من أجسادنا، حتى وإن نزعت معها معظم لحمنا ودمائنا، بل حتى وإن نزعت أرواحنا، فلا حياة كريمة ليمني في ظل استعباد سلالي.
وإلى غزوة توعوية جديدة.