تؤكد ظواهر الالحاد عند بعض الزيود الذين يجاهرون بإلحادهم ويتمسكون بزيديتهم أن المذهب الزيدي بصيغته الهادوية لم يكن ولن يكون مذهب ديني كباقي المذاهب الدينية بل فقاسة للإرهاب السياسي ملأه متفجرات، ألغام، وفتاوى الحروب، وهدم الدور ونهب الخصوم، والخروج عن الدولة والقانون، كفيلة كُلُها بدوران الشعب اليمني حول نفسه محرومًا من استقرار مستدام أو نمو سياسي أو اقتصادي رغيد حتى قيام الساعة..
سبقني الدكتور عبدالوهاب طواف بكتابة مقال حول فكرة كانت ترادودني تحت عنوان"زيدي ملحد" وذكر بأن أحد اليمنيين في أمريكا يصر على إلحاده وزيديته في آن!! ما يؤكد أن الخُبرة ليسو حول الدين الإسلامي ولا القرآن أو مسيرته، الرجل طبع عملةَ ذات وجهين ليست خاصة به بل بكل من يؤمن بما يؤمن حتى لو لم يجاهروا بالالحاد، عملة وجهها الأول إلحاده، كي يعيش في أمريكا كليبرالي غير معترف بالاديان يحضى باحترام قيم الدولة العلمانية ويمسح جوانبه بمزيا فرص المال وينفي عن نفسه تهمة الإرهاب التي باتت لصيقة بكل مسلم..
والوجه الآخر للعملة سلاليته وزيديته التي تمنحه حقوق سياسية واجتماعية عند بعض القطعان البشرية في اليمن إذا ما عاد، التميز الاجتماعي والمسيدة على القبيلة المؤمنة خرقًا بما يدعونه من حق خرافي في الحكم والتميز الاقتصادي خمس الأموال والثروات دون وجه حق ولثم الأيادي وحباب الركب..
ذاك يبدو هاشميًا ولا غرابة أن يدعي أي عرقي بالأفضلية والسمو الجيناتي والحقوق الاستثنائية عن باقي خَلق الله وذاك يبدو حُلُمًا طبيعياً لمن أراد أن يحلُم دون تعارض مع قوانين الشعوب ودساتيرها ودون ازدراء لأحد أو انتقاص من حقوق ومواطنة أحد.. الذي يبدو فضيع الغرابة أن يدَّعي زنبيل غير متهوشم كعلي البخيتي الإلحاد ونكرانه لله وللأديان برمتها مع تعصبه لزيديته قالها في مقابله على قناة إم بي سي في برنامج" السطر الوسط" أنه ومع اختلافه مع الهواشم في بعض التفاصيل إلا أنه لا يزال متعاطف معهم كون أسرته كلهم زنابيل وأنه زيدي المذهب واجب التعصب حتى ولو ازدراهُ تعصبة المذهبي وانتقص من أدميته وهدم داره وانتهب أمواله..
لم تعتقهم زيديتهم ولم تمنحهم سوى الخراب التاريخي والقتل المستدام والذي لم يقرأ حول الموضوع ما عليه إلا أن يرى حوله ويسمع ما جرى للقيبلة الموالية ويجري دائمًا للخصوم.. بالأمس القريب قال صادق الأحمر أنا زيدي وأبي زيد وجدي زيدي وجد جدي زيدي صدق في تعصبه وكرر ما قاله أبوه لرئيس الوزراء الأسبق أبو بكر العطاس بعد الوحدة اليمنية وبعد احتدام الصراع بين الاشتراكي والمؤتمر واقتراحه أن يكون الرئيس عبدالعزيز عبد الغني كشخصية توافقيه ويحظى باحترام الجميع قال الأحمر عندنا الرئيس لابد أن يكون زيدي" قالها حتى بعد ثورة اليمن الكبرى التي اعتقته من سجن الإمامة وعبوديتها، ووحدة اليمن وامتداده من صعدة إلى المهرة ومن مأرب إلى باب المندب..
عزز الشيبه ما قاله جده ناصر بن مبخوت الأحمر عند تولي يحي حميد الدين للمعارضين له كونه شديد البخل حيث وضع صميله وقال هذا الشرط الرابع عشر ولا إمام إلا يحي حميد الدين!! ولو قُدِّرَ للأحمر أن يطل من قبره على الدنيا سيرى ماذا ورَّث تعصبه القبلي والمذهبي من خراب لدوره وقتل لبعض أسرته وتشريد البعض الأخر أما قبيلته فلم تعدو سوى مصنعًا للكعك أو حراسات مع بعض الهوام..
وتلك الأيام، والدنيا دول، والتاريخ يعيد نفسه بأبشع صوره تحديدًا في شمال شمال..