في العام ١٩٨٧م، ووسط ذهول العالم، اخترق مراهق ألماني "ماتياس روست"، الدفاعات الجوية السوفيتية، ليهبط بطائرة مدنية صغيرة في الميدان الأحمر بموسكو، وبالقرب ضريح لينين.. الحدث المذهل الذي كان نذيرا بقرب سقوط القوة الشيوعية الأولى عالميا، يمكن مشابهة تداعياته بمصرع الرئيس الإيراني أمس الأول في تحطم طائرة مروحية بإحدى مناطق "أذربيجان" الجبلية.
يمكن الربط بين حادثة ١٩٨٧م، التي شهدتها "موسكو" وأشرت بدلالة قوية لهشاشة الاستخبارات السوفيتية وقوته العسكرية الذاوية، ليستتبعها بأقل من ثلاثة أعوام، السقوط المروع للاتحاد السوفيتي، وبين حادثة مصرع الرئيس الإيراني " إبراهيم رئيسي" ووزير خارجيته مع مرافقيهم، في تحطم مروحيتهم بإحدى المناطق الجبلية في دولة أذربيجان، التي كشفت أيضا سوأة النظام الإيراني الملتحف بأوهام العظمة الفارغة و خرافة القوة الإقليمية. ربما يستطيع نظام "الملالي" في إيران الحفاظ على تماسك بنيته السياسية السلطوية، استنادا الى كون المرشد الأعلى للجمهورية هو الحاكم الفعلي لا رئيس الجمهورية .. غير أن الحادثة ستلقي ظلا ثقيلا وكئيبا على مستقبل النظام وحلفائه في المنطقة الذين طالما ركنوا إلى قوته الموهومة العاجزة عن توفير الحماية لقيادتها وصيانة معداتها المتهالكة.
تتضاعف مؤشرات السقوط، مع ما يعانيه النظام، في ظل أوضاع داخلية متفاقمة.. فالبلد الذي يرزح ما يقارب من نصفه تحت خط الفقر رغم ثروته النفطية الهائلة، يحوي قدرا لا متناهيا من الغضب الشعبي القابل للانفجار في وجه النظام الأكثر استبدادا في العالم فالقبضة الحديدية أضحت رخوة تماما والنمر لا يعدو أن يكون من ورق.