التجويع هو السلاح الأول للإمامة السلالية، لإخضاع الناس، والتحكم بتوجيه أنشطتهم، منذ هروب المجرم يحيى حسين الرسي (الملقب كذبا بالهادي) إلى صعدة عام 284 هجرية، من سجن وعسكر الدولة العباسية، أحفاد العباس عم النبي. المعروف أن جسم الإنسان عبارة عن أجهزة دقيقة متداخلة، تعمل بحسابات ربانية معقدة. مثلا، يتعطل العقل إذا جاعت المعدة، ولا يعمل إلا بتوفير الغذاء والشراب للإنسان. فإذا أُشبعت حاجة الإنسان للمأكل والمشرب، عندها يبدأ عقله بالعمل، ويبدأ يفرق بين الصح والخطأ، ويبدأ يرسل إشارات للجسم يطالبه بحقوقه، والإسهام الفعال في تسيير حياته. كل الحركات الطائفية والجماعات المذهبية توجه ماكيناتها لتعطيل عقول الناس منذ الصغر، عبر دفعهم إلى متاهات الفقر والجوع والحاجة والحروب والتطرف الديني والغلو المذهبي والتعصب الطائفي، وإغراقهم في تفاصيل هامشية ماضوية. بالطبع الجوع يكسر إرادة العزيز، ويدمره من الداخل، حتى أنه يتحول إلى مجرد جسم بلا روح. إضافة إلى قطع الرواتب، تتعمد الحركة الزيدية في اليمن التضييق على تحركات الناس وتنقلهم بين المناطق وبين الأحياء، عبر قطع الطرق وتلغيمها، ورفع أسعار المشتقات النفطية، ورفع أسعار الإتصالات والنت، وتبطيئها، لغرض عزلهم عن بعضهم، وإجهاض أي نقاشات حول حالهم وأحوالهم. وكل هذا لغرض تحويل الإنسان اليمني إلى مجرد هيكل عظمي، غايته الأساسية البقاء على قيد الحياة، وتوفير الخبز الجاف لإطعام أسرته، وضمانة حصوله على أسطوانة غاز، والبقاء خارج أسوار المعتقلات الطائفية. البترول والغاز والديزل يأتي مجانا إلى السلاليين من ثروات العراق، بترتيبات إيرانية، ومع هذا تباع للمواطن اليمني بأضعاف قيمتها في السوق الدولية. للجماعة السلالية مداخيل ضخمة بمسميات متعددة، ولكنها لن تصرف للمواطن راتب أو مكافأة، وإن صرفت نصف راتب أعور نصف سنوي، تبعتها بالخصم تحت عناوين الزكاة والصدقة وزكاة الفطر والققدس..! إيران والعراق وسوريا ولبنان، واليمن، دولا جثمت عليها عمائم سلالية، فحل الفقر والجوع والحاجة والتشرد والضياع، وانهيار العملة مقابل ازدهار أحوال القيادات السلالية دون الناس. على كلا، التجويع والإفقار والتجهيل أدوات فعالة في تدمير الشعوب من الداخل، ولكنها تمثل بذورا صالحة تنبت في وقت لاحق، فتقتلع كل الآفات التي غزت السهول، وأتلفت المحاصيل. عيدكم مبارك مقدما.
*من حساب الكاتب على منصة إكس