لا شهرة إلا بإبداع ولا إبداع إلا بعمل ولا عمل إلا بكد ومثابرة وزمن. فمن أين يظهر لنا هؤلاء النجوم دون سماء؟ ومن أين يستمدون ضوءهم دون احتراق جهد أو حرارة صدق؟
البلاد لا تحتمل نجوم خاوية جديدة تنافس النجوم الحارقة المتعطشة لمجد بسفك الدم والكذب والافتراء حتى على الله ونبيه.
للشاعر الحق كل الحق أن يكون نجماً بقصائده وللممثل الحق كل الحق أن يكون نجماً بمشاهده.
لكن كيف يكون الصحفي نجما؟ بل كيف يجروء الحقوقي أن يكون نجماً؟
هذه مجالات خادمة للفضاء العام والنجومية فيهما مفسدة؛ لأنها تعمي البصيرة، وتحجب الفاعل عن الحقيقة وعن الاتصال بالناس.
النجومية عزلة، ومن أراد أن يمارس الصحافة فعليه أن يقترب من الواقع، وينزل إلى الناس.
أما الناشط الحقوقي فعليه أن يكون من الناس، وفيهم لا يبارحهم وإلا كيف سيناصرهم ويرافع عنهم، ويدفع عنه المظالم؟ كيف سيقف معهم، ويقدم النصح ويوظف شبكته في الدفع عنهم وهو لا يعرفهم؟ أما مغتربا عنهم أو معتزلا لهم.
نعيب على الطبقة الجديدة من الحقوقيين التي نشأت في أتون الحرب أنها بلا ثقافة حقوقية، وأنها عجزت عن منع نفسها من السقوط في براثن الاستقطاب والوقوع في شراك التمويل الرمادي.
فإذا بطبقة أجد نشاطها افتراضي لا يخرج عن تويتر، ولا يزيد عن ادعاء النضال وتوزيع الوسوم والترندات.
لقد أفسد الجيل الجديد من الحقوقيين ما فعله المؤسسون والمؤسسات للمجال الحقوقي في اليمن. بل فاضوا لهاثا وراء الجوائز والتكريم. واين وممن؟
ألف وألف سؤال
بتقديري، أن التكريم الحقيقي للصحفي هو أن تقريره أوقف فسادا والتكريم الحقيقي للحقوقي هو أو أن نشاطه وتقاريره ودوراته أوقفت هدر الحقوق، وأنصفت مظلوما وأخرجت سجيناً.
نجوم الميديا هم نجومها لا نجوم هذا الشعب. نجوم من يصنعهم ويعدّهم ليوم آخر غير أيامنا ولقضايا ليست قضايانا.
*من حساب الكاتب على منصة إكس