يأتي إعلان المبعوث الدولي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن أن الأطراف المتحاربة في اليمن التزمت بوقف جديد لإطلاق النار والانخراط في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة جزءاً من خريطة طريق لإنهاء الحرب، ليبعث الأمل من جديد في إيجاد الحلول المناسبة للأزمة اليمنية بعد سنوات من الحرب بين أبناء الوطن الواحد بسبب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية.
ولعل استئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة فرصة لكي تثبت المكونات اليمنية رغبتها الصادقة في أن تترجم الجهود التي بذلتها المملكة وسلطنة عمان إلى نتائج تؤكد أن اليمنيين قادرون على إيجاد الحلول المناسبة للأزمة، وبما يضمن سلاماً شاملاً وعادلاً يتيح لجميع الأطراف المشاركة الفاعلة لقيادة دولة ذات سيادة وقرار بعيداً عن الارتهان لإيران ومن لا يتمنون الخير لليمن واليمنيين.
وتبرهن خارطة الطريق التي سترعاها الأمم المتحدة، والتي تؤكد على التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة مراعاة جميع الأطراف، وهو ما لا يترك لأي منها مجالاً في المماطلة أو التنصل من الالتزامات، التي تضمن سير العملية السياسية التفاوضية كما هو مرسوم لها.
اليمن اليوم أمام مسؤولية عظيمة تقع على عاتق الحوثيين أكثر من غيرهم، باعتبارهم الطرف المعرقل في كثير من جولات المفاوضات السابقة، وعليهم أن يثبتوا للعالم أنهم جزء من الحل من خلال تعاطيهم بإيجابية مع جميع التدابير المعتمدة، لكي يشاركوا في إنهاء الصراع، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني، الذي ينشد الحياة الكريمة بعيداً عن الظلم والقهر والقتل والتدمير التي لا تزال عنوان المرحلة الحالية، التي يتمنى الجميع مغادرتها بلا رجعة ليحل محلها الأمن والأمان والاستقرار، والذي يقف متفرجاً على دول كثيرة من حوله تعيش النماء والازدهار وتنعم بالأمن والأمان وهو يحلم بدولة يمنية قادرة على النهوض من جديد وبقيادات تتسامى على جراح الماضي، ترفع شعار الأخوة والتعاضد ليعود اليمن سعيداً آمناً مزدهراً.