هل يمثل سقوط شبوة في براثن الانفصال نهاية المطاف بالنسبة للمعسكر الوطني؟ سؤال دفع بالبعض الى اللجوء الى خيارات يائسة من قبيل الاتحاد مع مشروع الحوثي.. من يطرح هذا الرأي، ربما يكون أكثر اليمنيين حرصاً على الدولة، ولكنه أخذ بهذا التتابع والتطور المخيف للأحداث، حيث يسود مشروعان قابلان للثبات: المشروع الانفصالي والمشروع الحوثي الإمامي.
لكن يفوت البعض منا أحياناً أن كلا المشروعين من صنع التحالف نفسه، وأن وجودهما لا يتأسس على رضا شعبي بقدر ما يتأسسان بقوة السلاح وسطوة الميلشيات، وانهما في الأساس الطريق الذي حددهما التحالف سلفا لليمنيين للعبور نحو المستقبل الذي رسمه التحالف .
وبالطبع يوجد تقاطع غير مسيطر عليه من جانب التحالف مع إيران بالنسبة للمشروع الحوثي، لكن لا ينبغي ان ننسى ان الحوثيين دخلوا عمران وصنعاء تحت اشراف العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وكان عبد ربه منصور هادي رئيسنا المنتخب هو من يسر وسهل إسقاط المدينتين بناء على الوعود السخية المقدمة من الرياض والغرب وقال حينها إن عمران عادت إلى حضن الدولة.
ثم إن شبوة كانت تحت السيطرة الكاملة للانتقالي، ولم تعد الى حضن الشرعية سوى في 19 أغسطس 2019.
المعركة الوطنية لا تحتمل الهزيمة مطلقاً، لا يمكن لشعب أن يهزم. لا يمكن للتحالف ومعه ايران ان يفرضا على الشعب اليمني خيار التبعية لمشاريع سياسية لم تعد تليق بكرامة هذا الشعب الذي ذاق طعم الحرية ومارس الديمقراطية.
اننا امام مرحلة صعبة وطويلة الامد، ويتبدى خلالها المشروع الوطني محاصراً بين قوى عسكرية ضاغطة ومسنودة بإمكانيات كبيرة..
ومع ذلك فإنني على يقين تام ومعي الكثيرون بأن المشروع الوطني سيكون أكثر تحرراً واكثر قدرة على المناورة وأكثرية شراسة إذا تخفف من أعباء الجبهات العسكرية المحاصرة بغدر الحلفاء وفجور الأعداء وشماتة أرخص المرتزقة على كوكبنا الأرضي.
علينا أن نتهيأ لمعركة سياسية تبدأ من تعطيل مفعول مجلس القيادة الرئاسي، وإفشال الترتيبات التي تريد ان تتوج احتلال شبوة بنقل جزء اساسي من صلاحيات مجلسي النواب والشورى الى ما تسمى هيئة التشاور والتصالح التي عهدت رئاستها لشخص غر وحديث عهد بالسياسة والرجولة ومشبع بالتعصب المناطقي الأعمى.
لا يجب ان ننتظر الأحزاب الكبيرة المكبلة بالقيود السياسية ولا الأحزاب الانتهازية وعديمة التأثير، لكي تجترح الحل او تنقذ الوطن..
الحل في نظري سيعتمد على الرجال والنساء من القادة الذين تحركهم الغيرة الوطنية من كل التوجهات السياسية، للتداعي الى اصطفاف وطنيي عريض بقيادة كفؤة وموثوقة، من أهم واجباتها:
- الالتحام بالشعب لرفض مخططات تركيع الدولة اليمنية والمساس بكيانها القانوني.
- قيادة المواجهة السياسية طويلة الأمد مع المخططات العدائية بغض النظر عن التطورات التي تصنعها الآلات العسكرية الممولة والقادمة من الخارج.
- حماية الشعب اليمني من الاصطفافات الخاطئة ضمن مشروعي الانقلاب الامامي البغيض والتمرد الانفصالي المأجور.
- الشروع في تأسيس وإطلاق دبلوماسية وطنية متصلة بأولويات وطموحات وتطلعات وأهداف الشعب اليمني، وتقوم على جهد خيرة كوادر اليمن من السياسيين والدبلوماسيين والناشطين البارزين.