عبدالملك المخلافي يتحدث تجاه تعز بخفة ونزق وكمية شيطنة فاقدة لحس المسؤولية. في مرحلة يفترض أنها توافقية وتشاركية في المسؤولية.
من مركز السلطة الانتقالية المركزية كنائب لرئيس لجنة أُطلق عليها مسمى" التشاور والمصالحة" يهاجم المخلافي شركاء في السلطة والإدارة والقيادة بروح عدائية حادة، متجرداً هذه المرة حتى من فهلوة اللغة الأكاديمية وتكلّف الحصافة السياسية.
احتجاح الناس وعموم المواطنين في تعز أو عدن وغيرها من المحافظات ضد اخفاقات وفساد السلطة المركزية والمحلية هو حق وواجب ومفهوم.
ما يثير القرف ويعمم الشعور العام بالتفاهة هو حين يأتي مسؤول من رأس السلطة الشرعية والحكومة المركزية يهاجم كل قيادات تعز الأمنية والعسكرية والسياسية والشعبية بذريعة الفساد بلغة سوقية مبتذلة وبنزق مراهق.
سبع سنوات من الحصار والحرب الحوثية على هذه المحافظة الأكبر من حيث الكثافة السكانية، والأقل من حيث الموارد، بحكم بقاء السيطرة الحوثية على المدينة الصناعية شرقا و عزلها من قبل حلفائها المفترضين عن مينائها وساحلها غرباً.
ظلت تعز خارج دائرة اهتمام السلطة الحكومية المركزية. تعز معترفة دوما بالشرعية والحكومة وهذه الأخيرة لا تعترف بوجود هذه المحافظة في خارطة اهتمام ومسؤولية الحكومة التي يشارك فيها المخلافي حالياً كنائب لرئيس لجنة التشاور، وسابقا كوزير خارجية ذهب إلى طاولة المشاورات في السويد وأهدى الحوثيين اتفاقاً منحهم الحديدة، وعجز عن حمل مأساة تعز.
على الأقل لم يكفها نزقه وخفته الموتورة، واستعداده الدائم للوشاية بها لدى التحالف وعند كل مرحلة تستشعر حاسته الإنتهازية وجود توجه ضد هذه المدينة المقاومة للعدو الحو ثي والصابرة على لا مبالاة وتجاهل وعبث قيادة الحكومة الشرعية والتحالف، والمتحملة لتراخي سلطتها المحلية.
العديد من التحديات الموضوعية والمشكلات تواجه تعز، لكنها تحديات متداخلة ومتشابكة ومرتبطة بوضع السلطة الشرعية وبقائها خارج اراضي الدولة اليمنية، وهشاشتها الهيكلية والإدارية وانقساماتها التي عطلت وظيفتها كحكومة وساهمت في عرقلت تحرير البلاد. أما المخلافي فيتجاوز كل هذه المعضلات والتحديات حين يتعلق الأمر بتعز.
يخرج بنفس موتورة وعداء طفولي قروي لا يجرؤ عليه عند الحديث عن التهديد الحوثية، وفصل تعز عن مينائها وساحلها وتعطيل موارد الدولة وموانئها وإنهاء وجود الدولة الشرعية وسيادة فوضى التشكيلات في عدن. هذه نزعة قروية مقرفة يا رفيق.