خلال حكم هادي، لم تشعر الغالبية العظمى من اليمنيين بأنه كان ولي أمرهم، وإن بالحدود الدنيا، فقد كان ذلك الكائن كتلة من اللحم الفاقد لأي شكل من أشكال الإحساس والمسؤولية. فحين كان اليمنيون يجوعون ويذلون، كان هو وأسرته يعيشون في رغد عيش ورفاهية لا تمتلكها ملكة بريطانيا وعائلتها.
الأخ رشاد العليمي، بغض النظر عن الطريقة التي وصلت بها إلى موقعك؛ فأنت قد أصبحت، في نظر كثير من اليمنيين والعالم، ولي أمر اليمنيين. وعليه؛ فإن عليك أن تحسس جميع اليمنيين بأن لديهم ولي أمر، بعد فترة اليتم الطويلة والقاسية. هذا الأحساس لن يأتي من خطبكم الرنانة، ولا من كثرة اجتماعاتكم أو عدد الصور التي ستعلق لكم في الشوارع. كما أن هذا الإحساس لن يأتي مما سيكتبه عنكم المطبلين أبو ريال ونص، وإنما من خلال شعور اليمنيين، أو الغالبية منهم، بأن حياتهم تحسنت بعد توليك أمرهم.
لن نشطح ونطالبك بتوفير الخدمات، كالكهرباء والماء والصحة والتعليم، كما هي في دول العالم الثالث، لأن توفيرها يتطلب وقت طويل وموارد ضخمة وحالة سلام طويلة. ولكننا سنطالبك بما نعتقد أنك قادرا عليه، إن أردت، ودعني أشير عليك ببعض من هذه المطالب:
مروا وزير ماليتكم بصرف المرتبات للقطاع المدني ممن توقفت مرتباتهم بعد نقل البنك المركزي من صنعاء، بحسب كشوف مرتبات 2014. ولستم مطالبين في الوقت الحالي بصرف الرواتب المتأخرة، وإنما رواتب الفترة القادمة. وللعلم إجمالي مرتبات هؤلاء لا تزيد عن 35 مليار ريال شهريا (30 مليون دولار ريال عدني أو 60 مليون دولار ريال صنعاني). وهذه المبالغ لا تزيد عن 420 مليار ريال في السنة، وهو مبلغ يمكن توفيره بكل سهولة من موارد محلية أو خارجية، إن أردتم. وأرجو منكم أن تتوقفوا عن مطالبة الحوثي بصرف هذه الرواتب، فهذه الرواتب هي من مسؤوليتكم لأنكم ولي الأمر "الشرعي" أما الحوثي فهو ولي أمر غير شرعي.
مروا وزارة النقل بالسماح لشركات الطيران المحلية بتسيير رحلات طيران داخلية من عدن وسيئون والريان والغيضة إلى صنعاء، وإن رفض الحوثيين السماح لها بالهبوط في صنعاء فقد أقمت عليهم الحجة.
مروا وزارة النقل بالسماح لشركات الطيران المحلية بتسيير رحلات من مطار صنعاء إلى الأردن ومصر، وعلى من لا يحمل جواز من قبل "الشرعية" استبداله في سفارة اليمن في مصر والأردن، قبل العودة أو السفر لدولة أخرى.
مروا بفتح طريق مدينة تعز الحوبان، وطريق حيس الجراحي، وطريق مأرب صنعاء، وطريق قعطبة دمت، وغيرها من الطرق بالتفاهم مع الحوثيين إن كان ذلك ممكنا، وفي حال رفض الحوثيون اللقاء وامتنعوا عن فتح الطرق من جانبهم فقد أقمت عليهم الحجة.
مروا وزارة الأشغال بإصلاح جسر عقان، والذي تم تدميره من قبل دول "التحالف" حتى يتم فتح طريق تعز عدن، فهذا الأمر لا يتطلب موافقة الحوثيين أو وساطة دولية.
مروا وزارة النقل بتسيير رحلات محلية ودولية من مطار الريان في المكلا، فليس هناك من مبرر لإغلاقة وكذلك الأمر لجزيرة سقطرى.
الأخ رشاد العليمي لا أعتقد بصعوبة تنفيذ المطالب المذكورة، أو استحالتها، وفي حال قمتم بها، أو حاولتم، فإنكم بذلك ستحصلون على شرعية شعبية أنتم في أمس الحاجة لها. كما أنكم ستوصلون رسالة لليمنيين وغير اليمنيين، بأن هناك ولي أمر أتى وأنهم لم يعودوا أيتام كما كانوا. أما في حال إستمرار الأوضاع كما كانت فمن حق الناس أن يقولوا بأن الأمور ليست سوى دنبوع وغيرنا صلعته. أتمنى لكم التوفيق وأن تكونوا عند حسن الظن بكم من قبل الكثير من اليمنيين والذي أنا منهم حتى الآن.