يأتي تأكيد وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان في جلسة نقاش حول الشرق الأوسط، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، أن المفاوضات بين المملكة وإيران لم تحرز أي تقدم جوهري، وأمله في أن تكون هناك رغبة جادة من قبل إيران لإيجاد أسلوب جديد للعمل في المنطقة، ليبرهن أن النظام الإيراني لن يتخلى عن مخططاته التخريبية وأعماله المشينة المتمثلة في افتعال الحروب، وتغذية الطائفية، وبث الفرقة بين الشعوب كما هو الحال في اليمن والعراق ولبنان وسورية، لتنفيذ أجنداته لزعزعة أمن واستقرار المنطقة وإقلاق سكينة شعوبها، التي تدرك اليوم أن النظام الإيراني لا يمكن له التعايش مع الدول الساعية للعدل والسلام والمحبة والوئام.
وأمام المساعي الخيّرة من قبل دول المنطقة لحلحلة الملفات والقضايا العالقة، ومواجهتها بالرفض من قبل النظام الإيراني، وجَب على هذه الدول مواجهة العربدة الإيرانية بمواقف صادقة ومعلنة لإجبار النظام الإيراني على العودة عن ممارساته وأعماله المهددة للأمن والاستقرار، التي لا تنسجم مع الدين الإسلامي، وتخالف الأعراف والقوانين الدولية، وتطلعات الشعوب المحبة للسلام.
استمرار إيران في دعم الحوثيين في اليمن، وحماس في فلسطين، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق يعد سعياً مكشوفاً لتحويلها إلى جيوش تحركها متى شاءت ليس لمصلحة هذه الدول التي ابتليت بهذه الأذرع الإرهابية، وإنما لاستهداف الدول المجاورة لها، ومحاولة زعزعة أمنها واستقرارها، وهو ما يستوجب من هذه الدول الوقوف في وجه النظام الإيراني، ومواجهة هذه الأذرع التي تعمل خارج سيطرتها، خصوصاً بعد أن ثبت للعالم أن نظام الملالي لا يستطيع التعايش مع المجتمعات المحبة للسلام.