منذ أيام تتعالى الأصوات وترتفع في حضرموت من بعض المكونات والأحزاب والتنظيمات السياسية بفتح معسكرات خارج نطاق الدولة لضم جماعات غير نظامية وتسليحها تحت ادعاءات وحجج واهية وبعيدا عن مؤسسات الدولة النظامية , ولكن للأسف الشديد فإن من يدعون إلى فتح المعسكرات خارج إطار الدولة إنما يدعونا نحن الحضارمة أن ندفع الأثمان الكبيرة من الدماء والأموال والبنى التحتية ومن كرامتنا بسبب صراعات وحروب ستدخلها هذه الجماعات المسلحة والتي لا طائل منها ولم تحقق أية أهداف كبرى أو شعارات إصلاحية حقيقية.
ألا يدرك من يدعي إلى فتح المعسكرات خارج نطاق الدولة وتسليح المواطنين في حضرموت إنهم بكذا أعمال سوف يجعلونا نعيش في مستنقع الحروب والاقتتال والفوضى والملشنة واللا دولة ؟
ألا يدرون ويعلمون إن تكوين مليشيات مسلحة خارج نطاق الدولة يعمل على تدمير الدول والأوطان، وتدفع الشعوب أثمانا كبيرة بسبب هذه المليشيات ويصبح من الصعوبة بمكان الخروج منها!! ؟ ألا يدرون من إن فتح معسكرات خارج المؤسسات النظامية تهديد للأمن والسلام الاجتماعي في حضرموت ؟
لذلك ينبغي علينا نحن الحضارم أن نستفيد من تجارب بعض المحافظات الجنوبية التي تصول وتجول فيها الميلشيات المسلحة دون حسيب أو رقيب ! ونتعلم كيف نبني حضرموت أم سنظل نغرق في هذه الحروب القاتلة دون أية نتيجة؟
كل ذلك يجب أن يجعلنا جميعا نعيد النظر برؤيتنا لما جرى وما يجري، ونتخذ القرارات الصائبة بوقف هذه الفكرة القاتلة، ونتعلم كيف نخرج من الوضع التي أدخلتنا فيه المليشيات الحوثية الإرهابية في اللحظة المناسبة، لأن كل ما جرى حتى الآن أدى إلى تدمير الوطن من صعدة حتى المهرة.
أخيراً أقول ... حسناً فعلت السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية عندما حذرت بان أن التجنيد خارج المؤسسات العسكرية والأمنية أمر غير مقبول ، معتبره ذلك خروج عن القانون والنظام والدستور ورفض السلطة المحلية بحضرموت لأي فكره تأتي من أي مكون أو حزب سياسي أو تجمّع قبلي بشأن فتح باب التجنيد غير القانوني ، ومؤكده أن قيادة السلطة المحلية بحضرموت ترفض تلك الأفكار ولن تسمح بقبولها في حضرموت.