تكرّر المملكة دعواتها للحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي باعتبارهما طرفي اتفاق الرياض للاستجابة العاجلة لما تم التوافق عليه، واستكمال تنفيذ الاتفاق، وهو ما يؤكد استمرار جهود المملكة منذ توقيعه لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ودفع كافة الأطراف للقبول بالحلول السياسية عوضاً عن الخلافات والتجاذبات التي تضاعف معاناة اليمن واليمنيين، والمزيد من الصراعات التي تعمق الأزمة، وتخدم الأجندات الخارجية من خلال المليشيات الحوثية، التي تعد أدوات لا تملك قرارها للانخراط في عملية سلام جادة تنهي الخلافات وتعيد لليمن أمنه واستقراره.
وتتضاعف المخاوف يوماً بعد آخر جرّاء المماطلة في استكمال اتفاق الرياض، الذي يرى فيه الشعب اليمني طوق النجاة من مستقبل مجهول ترسمه صراعات مناطقية قد تفضي إلى حروب ضحيتها شعب ينشد تخليص بلاده من عصابات القتل والدمار التي لا تزال أطماعها توسعية من خلال التهام المزيد من المساحات التي يتصارع من حولها الأفرقاء اليمنيون.
أمام هذا المشهد اليمني المتأزم ينتظر العالم مواقف وطنية من مختلف القوى اليمنية، من خلال استكمال بنود اتفاق الرياض، وتوحيد الجهود، ورص الصفوف في مواجهة عدو واحد لا يتمنى الخير لليمن واليمنيين، وطموحه الحكم بعد سيطرته على كامل التراب اليمني، وفرض سياساته التي تتنافى مع كل ما هو عروبي يمني.
اليمنيون اليوم أمام مفترق طرق؛ فإما التوافق ونسيان الخلافات من أجل مستقبل بلادهم، أو الدخول في صراعات لا كاسب فيها إلا المليشيات الحوثية، ولهم الخيار.