بعد نهاية حكم دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق، بدأت فنزيلا تتنفس الصعداء بطريقة خجولة نوعاً ما، فإرادة شعب فنزويلا باستقلاله والوقوف بوجهة المطامع الأمريكية كان واضحاً وبدأت نتائجه تظهر للعالم بشكل جلي وواضح.
الإدارة الأمريكية الجديدة ممثلة برئيسها بايدن، لا تنتهي مطامعها في النفط الفنزويلي، نظراً لجودته العالية وقربه من الولايات المتحدة الأمريكية، واحتياطي الذهب التي تملكه فنزويلا، هذه الإستراتيجية الأمريكية منذ أمد طويل وهي تُقابل برفض شعبي ورسمي فنزويلي، حتى في زمن شافيز حارب حتى آخر يوماً في حياته للحفاظ على فنزويلا وثرواتها وشعبها.
جميع المحاولات الفاشلة التي قامت بها أمريكا من خلال الانقلابات الداخلية فشلت بوعي الحكومة وشعب فنزويلا، فالإرادة الأمريكية تتلاشى أمام إستراتيجية فنزويلا وشعبها، وكانت هذه الانقلابات فقط من خلال قنوات الفتنة التابعة لأمريكا ومواقع التواصل الاجتماعي، التي بدأت تفشل شيئاً فشيئاً بعد الأخبار الكاذبة التي تقوم ببثها، والجانب الآخر يظهر الحقيقة، وكان هذا واضحاً وجلياً في حرب غزة الأخيرة.
باعتقادي بان أمريكا وبادين تحديداً لُقن درساً قاسياً من مادورو بعد عملية الاغتيال الأخيرة الفاشلة، ولمسه مدى التفاف شعب فنزويلا حول قيادته وحكومته، وواضح للجميع بان الجيش الفنزويلي انتمائه لمادورو ولفنزويلا، ويحافظ على الأمن الداخلي والمحافظة على حدوده من أي اعتداء كان.
هناك دولاً كثيرة تقف جنباً إلى جنب مع فنزويلا منها في الوطن العربي ودول الجوار لفنزويلا وتحافظ على أمنها وسلامتها، وهناك دولاً عقدت اتفاقيات اقتصادية وسياسة للوقوف بوجه الامبريالية الأمريكية.
ففنزويلا بلداً ديمقراطياً بامتياز، والانتخابات التي تجرى داخل فنزويلا دليلاً على ذلك، فالجميع يحق له الترشح سواءاً كان من المعارضة أو أي من الأحزاب الأخرى، فهذه هي الديمقراطية التي يسعى لها شعب فنزويلا، وبالانتخابات القادمة ستكون مضرب مثل أمام العالم، بان شعب فنزويلا سيمارس حقه في الانتخاب ويختيار المحافظين والنواب ورؤساء المجالس المحلية بطريقة ديمقراطية، وباعتقادي مثل هذه الانتخابات سيكون لها صدى عالمي، نظراً للحصار الجائر عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
الجميع ينتظر هذه الانتخابات داخل فنزويلا لتكون مضرب مثل للعالم الحر، دولة مثل فنزويلا وما تعانيه من اضطرابات ومحاولة زعزعة أمنها قامت بانتخابات حرة ونزيه ولا لبس فيها، وهذا يعتبر تحدي للغطرسة الأمريكية، وطبعاً حكومة فنزويلا لا تعارض بمراقبين دوليين لهذه الانتخابات حتى تكون الشفافية هي سيدة الموقف في هذه الانتخابات التي ستجري داخل فنزويلا، فهذه هي إستراتيجية فنزويلا منذ تأسيسها.
*كاتب وباحث أردني