لا جديد عندما تعلن رئاسة أمن الدولة ضبط خلية إرهابية تدربت عسكرياً وميدانياً داخل مواقع للحرس الثوري الإيراني، وكانت جاهزة بكل ما تحتاجه العمليات الإرهابية من عدة وعتاد بطرق احترافية تؤكد دقة الإشراف على تدريبها للقيام بعمليات نوعية من المؤكد أن أجهزتنا الأمنية قد عرفتها بعد ضبط الخلية.
نقول لا جديد لأن إيران هي الحاضر الدائم في كل العمليات الإرهابية التي تستهدف المملكة، سواء عن طريق الخلايا التي زرعتها ودربتها، أو عن طريق التنظيمات الأخرى التي ثبت ارتباطها بالتنسيق المباشر مع إيران واحتضان كوادرها، فالعداء المستحكم لنظامها ضد المملكة واضح وعملي منذ بدايته، لكنه ازداد بعدما وقفت المملكة بحزم ضد مشروعها التخريبي في المنطقة، ودول الخليج على وجه الخصوص، ثم المواجهة المباشرة مع وكيلها في اليمن الذي أرادت به إنشاء بؤرة قلق لأمن واستقرار المملكة، على غرار التنظيمات الميليشياوية الإرهابية التي أنشأتها في لبنان والعراق وسوريا وغيرها.
والحقيقة أنه لم يعد هناك أحد في العالم يحتاج إلى مزيد من الأدلة والبراهين على أن النظام الإيراني إرهابي بامتياز، وعابر للحدود، ومسؤول عن الفوضى والتخريب في دول كثيرة، وإذا كانت مصالح بعض الدول الكبرى كانت تقتضي استمرار هذا النظام الفاشي المتخلف كورقة ضغط أو مقايضة في ما بينها فإن ذلك لن يدوم بعد أن ولغ في الدم كثيراً، وتسبب في كوارث إنسانية وأزمات سياسية في دائرة واسعة من الدول.
ومن ناحية أخرى فإن الدرع الأمني الوقائي للمملكة قوي جداً، وفي أقصى درجات اليقظة والاستعداد والجاهزية لإجهاض محاولات المساس بأمنها سواء من إيران أو غيرها، وفي الجانب السياسي هناك الكثير من الأوراق المهمة المؤثرة بيد المملكة، تعرف كيف ومتى تستخدمها، لكن على المجتمع الدولي أن يتوقف عن اعتبار النظام الإيراني بممارساته السيئة منذ أكثر من أربعة عقود صالحاً للتعايش مع عالم يبحث عن السلام والأمن والاستقرار.
*نقلاً عن عكاظ