تشير كتب التاريخ إلى أبي رغال بأنه ذلك اليماني الذي أرشد أبرهة الأشرم إلى الكعبة لكي يهدمها ويستبدل عنها قلاسه الذي بناه في صنعاء ، فقد اتخذ أبو رغال من نفسه دليلا لجيش ابرهة إلى مكة ، بعد أن رفض كل الذين عرض عليهم ابرهة أن يدلوه على الطريق إلى الكعبة كل المغريات المادية ليقبل بها أبو رغال ويصبح بذلك رمزا للخيانة والتواطؤ على قومه .
تؤكد قصة أبي رغال أن جينات الخيانة تلتقي في الجغرافية وتتكرر بالتاريخ ، فتعيد سيرتها الأولى ، بصورة حسين حازب الذي يعمل دليلا لدى عصابة الحوثي إلى قومه ويطلب من قومه إذا أرادوا أن يصنعوا التاريخ ، فليلتحقوا بالعبودية للحوثي ويتخلوا عن كرامتهم وسيادتهم ويهددهم بأن الذي لن يسمعه من آل حازب وبني شمس لا هو منهم ولا هم منه ، وفي منشور آخر دعى المشايخ من مأرب إلى أن يهاجروا إلى حيث لا يسمعوا الفوضى ويتركوا الأمر للدولة عادلة أو ظالمة ، معتبرا عصابة الحوثي المتمردة على الدولة منذ ٢٠٠٤ ، والتي صدرت قرارات دولية تطالبها بتسليم مؤسسات الدولة ، بأنها الدولة ، ويعتبر الشرعية التي يعترف بها العالم وكل القرارات الدولية بأنها لا تمثل اليمنيين .
يؤسفني أنه يفتخر بالخيانة ويفتخر بمساعدة العصابة الغازية التي قدمت من صعدة إلى أرض قومه ولم يذهب قومه إلى الاعتداء على هذه العصابة ، كل ما فعلوه أنهم يدافعون عن شرفهم الوطني وعن أرضهم ، فجبل مراد ليس فيه مقرا للتحالف العربي حتى يتحجج حازب بأنهم يقاتلون معه ولا يوجد مقر لحزب الإصلاح ليتخذونه ذريعة لعدوانهم على مأرب التي تقاتل نيابة عن اليمن وعن الجمهورية والوحدة والكرامة والسيادة ، ووقفت سدا منيعا في وجه عصابة خانت اليمن ودمرته وقتلت أهله وصادرت اقتصاده ، مأرب تقاتل نيابة عن كل اليمن .
لا أستطيع أن أتخيل كيف يواجه حازب أبناءه وهم على قدر عال من العلم والمعرفة ويعتزون بأنفسهم ولا يقبلوا بأن يقولوا سيدي ومولاي عبدالملك الحوثي ، كما يقولها ويرددها أباهم في كل شعائره ، ولا أجد ما يبرر ذلك سوى قول الشاعر قطري بن الفجاءة : وما للمرء خير في حياة إذا ما عد من سقط المتاع .
ولا أعتقد أن أبا رغال إذا بعث من قبره سيطلق على عصابة الحوثي الإرهابية بأنها دولة ، ولن يقول عن المدافعين عن شرفهم وشرف أمتهم مرتزقة ، فأهل مأرب خاصة واليمنيين عامة لن ينسوا مافعله الحوثي أبدا ، وسيورثون أولادهم الحقد المقدس ضد الحوثي الذي خان الشعب اليمني وخان الدين والعروبة وارتمى في أحضان إيران ، قاتل الله الخيانة ، وتدنيس شرف اليمنيين سيدفع ثمنه الحوثي باهضا ، عاجلا أو آجلا ، " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " ، وباب التوبة مازال مفتوحا ، يمكن لحازب أن يكون مع قومه تحت أمطار الحرية ، وعليه ألا يفرد مظلته لحجبها .