بصوت هادئ يعكس الثقة فى كل كلمة، قال الرئيس السيسى موجها حديثه للقوات الجوية فى المنطقة الغربية: كونوا مستعدين لتنفيذ أى مهمة تجرى داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا.
خارج حدودنا تعنى ليبيا ومن قبل قال الرئيس إن سرت والجفرة فى ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر إذا حاولت القوات التى دفعت بها تركيا إلى ليبيا تجاوزه فستكون الحرب. ولأنى من جيل عاش أحداث 70 سنة منذ ثورة يوليو 52 فقد تداعى إلى خاطرى الورطة الكبرى التى تورط فيها عبد الناصر فى اليمن عام 1963 ودفعت مصر فيها ثمنا باهظا من رجالها وذهبها وأموالها!
ظلت اليمن منذ ذلك الوقت عقدة كامنة لكن من عاش حربها يدرك الفرق الكبير بين أسبابها وظروفها ، وبين مهمة القوات المسلحة اليوم فى ليبيا . فى اليمن أرسلت مصر قواتها لأسباب سياسية هدفها دعم انقلاب عسكرى قام به ضابط يمنى وجدت مصر فيه فرصة للوقوف ضد السعودية لمساندتها الانفصال الذى حدث فى الوحدة بين مصر وسوريا فى سبتمبر 61. بدأت مصر كما ذكر الفريق صلاح الحديدى قائد العمليات التى جرت، مساعدة اليمن بأربعة ضباط وصلوا بعد ذلك إلى 50 ألف جندى حاربوا فى بلد على بعد ثلاثة آلاف كيلومتر لم يعرفوا شيئا عنه أو عن طبيعته ومشكلاته!
فى ليبيا يختلف الأمر. فحدود ليبيا هى حدود مصر ، والقوات التى يمكن أن تضطر مصر لمحاربتها ليست كلها قوات نظامية وإنما معظمها جاء بها رئيس تركيا من مرتزقة داعش الإرهابيين على أمل أولا تعويض شعبيته التى انخفضت داخليا بإثارة اشتباكات خارجية يقوم بها فى العراق وشمال سوريا وأخيرا فى ليبيا للاستيلاء على ثروتها البترولية وفتح منفذ للإرهابيين يتسللون منه إلى مصر ويفتحون جبهة جديدة لإثارة المشكلات. فالتوجه التركى بالغ الخطورة على مصر وليس أمام مصر سوى خيار واحد هو قطع هذه الذراع. صحيح أننا لا نتمنى الحروب ولكن للوطن حدودا لا يمكن تجاوزها!
*نقلا عن صحيفة الأهرام