المنسحب لا يفوز قط.. والفائز لا ينسحب قط!
من أراد أن ينتصر ويغير الواقع السيء من حوله، وأن يبني ويشيد صرحا للإنطلاق فليثبت! ليصبر و يكافح ويناضل دون استسلام أو خمول! الفكرة! هي دافع يستحث على الفعل من خلال مناشدة الخيال.
ومعظم الذين يفشلون هم أشخاص تخلوا عن أفكارهم بتأثير ممن حولهم، لأنهم سمحوا للمنغمسين في التبعية و الدونية أن يتولوا عملية التفكير نيابةً عنهم، مع العلم أن الآراء هي أرخص البضائع وتوزع بالمجان. فإن كنت تتأثر بآراء الناس بسهولة فلن تكون لديك رغبة خاصةٌ بك، فأغلب من حولك عادة مثبطون، بقصد أو بدون قصد. والحكمة الحقيقية تكمن في التواضع والصمت. نعم في التواضع والصمت!
إفتح عينيك وأذنيك دائمًا، وأبق فمك مغلقاً وعقلك متأهبا إن رغبت في اتخاذ القرار الصائب السريع، والانتصار في قضاياك ومشاريعك. فإن عزمت أمرا فالقرار قرارك، وقيمته تتمحور في شجاعتك لتنفيذه، وإن كان ولابد أن تتكلم فأخبر العالم بما فعلت لا بما سوف تفعل. الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة أبراهام لينكولن مثلاً حين اتخذ قراره الشهير بإصدار إعلان تحرير العبيد كان يعلم أن قراره هذا سيؤلب عليه الأصدقاء والمؤيدين والسياسيين جميعا، المستفيدين من عبودية السود، وأنه سيؤدي إلى حرب طاحنة ربما.. وقد يكلفه حياته. وقد حدث ما كان يتوقعه، لكنه أنفذ قراره بشجاعة عظيمة، وفعلاً دفع حياته ثمناً لمبدأ العدالة والحرية!
من السهل أن يخطط الإنسان ويرسم لنفسه أهدافا، لكنها تظل جامدة وعديمة الفائدة، إلا إذا تحولت إلى فعل بقوة دافعة. والقوة هي المعرفة المنظمة والموجهة بذكاء وجهد كاف لتمكينه من تحويل رغباته إلى حقيقة وواقع. فما هي مصادر المعرفة؟ الذكاء المطلق - الخيال الإبداعي - المشاعر - والخبرة المتراكمة من العمل والتجربة.
أما في العمل الكياني المؤسسي المنظم فإنه يضاف الى المعرفة المصدر الخامس، وهو المصدر المعرفي الجامع، والذي لابد من إيجاده: "العقل المدبر"، وهو ذلك الإطار الذي يعمل على تنسيق العمل بين مصادر المعرفة الأخرى وبين الجهد بروح متناغمة من أجل تحقيق الهدف المحدد المرسوم، وهنا يجب إحسان الدقة في اختيار عناصر العقل المدبر، بما أنه لا يلتقي عقلان دون أن يخلقا قوة ثالثة غير مرئية وغير ملموسة، والتي يطلق عليها إسم "العقل الثالث". تخيل كيف تعمل الطاقة المنبعثة من بطارية كهربائية وحيدة، وكيف تعمل مجتمعة حين تركب بطاريتان أو ثلاث، فهي تنتج طاقة جبارة، وكذلك الأفكار تتلاقح وتتفجر الطاقات الكامنة.
أما المشاعر فهي عنصر قوي ومؤثر جدا على النفسية بواسطة العقل الباطن، منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي. المشاعر الإيجابية: شعور الرغبة، الإيمان، الحب، الحماسة، الأمل. والسلبية: شعور الخوف، الغيرة، الكراهية، الانتقام، الغضب. وهي (الإيجابية والسلبية) لا تعمل في وقت واحد، ولا يمكنها شغل العقل بنفس الوقت، وإنما مبدأ التدافع هو السائد بينها، والبقاء للأقوى.
لكن في المقابل فإن شعورا سلبيا واحدا في عقلك الباطن يكفي لتدمير كل الفرص الإيجابية الأخرى لديك، فكما قال الشاعر: هادم واحد أعيا ألف عمار … فكيف بعمار خلفه ألف هادم! في الدعاء ندعوا الله ونحن موقنون بالإجابة حتى يستجاب لنا، كذلك في التفكير لابد أن تكون الإيجابية واليقين في النجاح متواجدة على الدوام. فالفكرة طاقة تسافر بمعدل ذبذبات ذي سرعة فائقة جدا تفوق سرعة الضوء بملايين المرات، وهي التي تستقر في العقل الباطن الذي يعتبر محطة الاستقبال والارسال.
ولنجعل المحطة الدماغية تعمل بكل فاعلية فعلينا تدعيمها وتشغيلها على الدوام بالمحفزات الإيجابية: بالمشاعر الإيجابية، بالخيال الإبداعي والإيحاء الذاتي. ما الذي يحفظ الكون في نظامه البديع، ويمنعه من الوقوع والانهيار؟ إنها قوى غير ملموسة لا نراها، وهكذا هو العقل الباطن فإن له قوى غير ملموسة، لكنك تشعر بتأثيراتها على حياتك، وهي التي تحفظ الإنسان من السقوط، وتحقق له رغباته وأمنياته، حيث يمتلك شبكة واسعة من القوى تساعد صاحبه على تحويل رغباته وأفكاره إلى شيء مادي محسوس، إلى نجاح حقيقي.
لابد من توفير الظروف المثالية حتى يتحفز العقل، ويحفز معه الحاسة السادسة (الخيال الإبداعي)، وهو ذلك الجهاز الذي تومض من خلاله الأفكار والخطط. هذه الومضات تسمى "حدساً" أو "إلهاماً"، فإن تمكنت أيها الإنسان من تطوير هذه الحاسة السادسة لديك، فإنها تتحول إلى ملاك حارس يقف تحت إمرتك، ويفتح الطريق أمامك نحو النجاح. إحفظها جيدا: الرغبة، الإيمان، الثقة، الأمل، ومحاكاة الناجحين العظماء. وظف خيالك جيدا! إطلق له العنان عبر الإيحاء الذاتي! في مقابل ذلك هناك أعداء ثلاثة يجب عليك التخلص منهم بأسرع وقت: التردد، الشك، الخوف، وهم مترابطون ويدعم بعضهم بعضا بكل قوة. ولا تعمل الحاسة السادسة إلا إذا تم طرد هذا الثلاثي المد