''ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم''
هذه الآية الكريمة ركيزة أساسية من ركائز سنن الله في كونه، ومعادلة ثابته في تقدم الشعوب او تأخرها. فالتغيير قناعة اختيارية ذاتية يعود اثره على المجتمع سلباً او ايجابا. فيروس كورونا ومع ما يحمله من كوارث وسلبيات على الفرد والمجتمع، جاء لتعزيز هذه الركيزة الأساسية ولمراجعة سلوكنا كأفراد واستشعارنا بحس المسؤولية تجاه أنفسنا اولاً ومجتمعاتنا ثانيًا.
استدل بهذه القاعدة الإسلامية الثابتة رئيس الوزراء البريطاني ضمنياً مخاطبًا شعبه يوم امس ''لن تستطيع الحكومة عمل اي شيء اذا لم يتحمل كل فرد مسؤوليته الكاملة ويلعب دورة في مكافحة فيروس كورونا ''، ولذا فإن الفيروس في بريطانيا محاصر الى الان، رغم ان هناك دراسة تقول إنه حتى مع تطبيق إجراءات العزل والحجر الصحي في الولايات المتحدة فإن الفيروس قد يقتل أكثر من مليون شخص.
دول الخليج أيضا تضرب أمثلة رائعة من خلال التزام أفرادها من مواطنيين ومقيمين بالإجراءات التي تم اتخاذها وانعكست بصورة إيجابية وجميلة، والنتيجة فيروس بطيء جداً هناك ومحاصر بعد ان ضيق الخناق عليه.
وبالمقابل، تجسد الحالة الإيطالية النموذج المرعب والمثال الأوضح للتساهل والتمرد من قبل افراد هذا المجتمع بالالتزام في الحجر الصحي والعزل الاجتماعي، إذ يقول الخبراء إن أرقام الضحايا ما كانت لتتضخم لو التزم الأفرادبالتعلبمات الموصى بها والمحافظة على أنفسهم في بداية انتشار الفيروس عندما كانت الحكومة نفسها متساهلة جدا في اتخاذ إجراءات رادعة.
وفي اليمن نجد ان المواطن لا زال يعيش حياته الطبيعية والمليئة بالفوضى واللامبالاة والاستهتار وكأن الأمر لا يعنيه، فتجده في الصالات معزياً تارة ومهنئاً تارة اخرى، وتجده في الزحام وفي أسواق ومجالس القات، وكأننا ورثنا هذه التصرفات عن اجدادنا كابر عن كابر غير مكترثين بما نتابعه ونشاهده رأي العين من كوارث حول العالم وتوقف عجلة سيره وارتفاع معدل الإصابات بمرض "كوفيد-19" إلى أكثر من 300 ألف حالة، بينما تجاوز عدد الوفيات 13 ألفا.
وفي الأخير أقول :-اخي المواطن بهذه السلوكيات اللامسؤولة، ستجعل من بلدك بؤرة للمرض في الجزيرة العربية، وانت بهذه الأعمال ترتكب جريمة ضد الإنسانية لانك ستقود من حولك للهلاك. فإذا كنت لا تريد ان تعيش فهذا شانك، ولكن فكر ولو للحظة واحدة ان هذا الوباء لن يقتصر عليك وحدك بل سيتعدى الى اسرتك والمجمتع من حولك. لذا كن إيجابياً واحمل في نفسك هم ومصلحة وحب الوطن...